| |
الجمعة 6 محرم 1393هـ - الموافق 9 فبراير 1973م - العدد (517) من فنون الشعوب
|
|
تطورت الموسيقى الهندية منذ ثمانمائة سنة قبل الميلاد تقريباً، حيث كانت الطبول والمزمار والآلات الوترية الارية المستعملة في ذلك العصر عند الهنود أساساً للآلات الموسيقية الوترية الحديثة.. وقد طور الهنود في موسيقاهم مع مرور الزمن.. فكانت المقامات اثنين وسبعين مقاما أساسيا في ذلك الزمن إلا انهم اشتقوا من هذه المقامات مقامات أخرى.. الأمر الذي جعل الاغريق يأخذون سلم موسيقاهم من الموسيقى الهندية.. ومن هنا تطورت المقامات الأوروبية المعروفة لليوم. كانت ألحان الهنود عند صياغتهم للقوالب الموسيقية معقدة أكثر من تعقيد نظام المقامات الكبيرة أو الصغيرة المستعملة في الموسيقى الغربية. والشيء الذي يدعو إلى الإعجاب أن المغني الهندي يحفظ الألحان عن ظهر قلب.. بالإضافة الى ما يتمتع به من مقدرة فنية في تلحين الكلمات الغنائية بطريقة فورية.. يفعل هذا الفنان بجدارة فنية بالغة.. علما بأن الموسيقى كانت فردية وليست على الطريقة الحديثة (الكورال)، ولم يكن الموسيقيون الهنود يلقون اهتماما بالهارمون أو بالتوافق الموسيقي.. كذلك الهنود لا يهتمون بالمطرب من حيث الشكل أو الصوت أو المظهر ومقدار كميات (المكياج).. فقد كان الهندي يهمه قبل كل شيء طريقة الأداء. وهنا يخطر ببالي تساؤل: لماذا يهتم بعض الفنانين عندنا بمظهرهم وهندامهم اهتماما مبالغا فيه عند ظهروهم على شاشة التلفزيون..؟. كلمة أخيرة: أتمنى من أعماقي أن يهتم فنانو بلدي بالأداء قبل المظهر.
إبراهيم عبدالله
|
|
|
| |
|