* في الاستهلال الذي كتبناه في المقالة السابقة عن المعوزين الذي جاء عبر البيت التالي:
(من لا نفع بالضيق والموقف الحرج
وقت الرخاء كلن كريم وطيب)
تبين لنا من خلال اتصالات القراء أنه للصديق ذيب الصقري الذي أوردنا له قصيدة (قطشها) زميلنا المخرج أو المصحح فأودى بعجزها وجعلها تحجل بصدرٍ بلا عجز وهي للإيضاح كالتالي:
ان كانها بالهوش ولمت عجراي |
وان كانها بالمال فقري مقنّي |
طرق المعاش ويا الله ألحق على الشاي |
يا بو فهد ما عندي الاّ الهبنّي |
الجيب فاضي والمعرفات حفاي) |
* * *
أقول في ذلك الاستهلال كان بودنا الاستطراد عن حال الشعراء الفقراء كأبي الشمقمق الذي يقول عن فقره:
(أنا في حالٍ، تعالى الله ربي أي حال
فلقد أهزلت حتى. محت الشمس خيالي
من رأى شيئاً محالاً فأنا عين المحالِ)
وهو ذاته الذي يقول عن بؤس منزله الخاوي:
يكون من السماء إلى الترابِ) |
***
أما بالنسبة إلى صاحبنا (ذيب) واعتذاره لصديقه الذي يبثه لواعج نجواه الذي أخبره بحقيقة الحال على عكس الشعراء الذين يبالغون في (فزعاتهم) فإنه قال عين الحقيقة ولم يدّعِ بذل المستحيل من المال والرجال من أجل أن يحصل صديقه على محبوبته التي كما قال (حالوا دونها أعداي). وهو يماثله هنا في قول الحقيقة الشاعر الراحل سليمان الهويدي الذي يقول:
(لا واهني اللي رصيده ملايين |
وامضاه في راس القلم يقبلونه |
أخير من اللي يدفع الدين بالدين |
وطلابته راس الشهر يبلشونه) |
وذلك لأن ذيب يقول في نهاية قصيدته الموسومة تلك:
(لامن رصيد ولا أسهمٍ يربحن |
تبالشوا كل الديايين وياي) |
* * *
وبمناسبة الصدق الشعري أو شعر الاعتراف فإن من أجمل ما سمعت من هذا الشعر مؤخراً هي قصيدة للشاعر القطري حمود الشمري إذ يصدق مع ذاته ومع الشعر فها هو يقول بكل صراحة وبلا ادعاء:
(ما فيني ضيق ولله الفضل مرتاح |
وشلون ابكتب والقصايد تبي همّ |
ولا ودي أزعل هاجس الشعر يا صاح |
وأقول له يا هاجسي أهجد ونمّ |
ما بي أرده يوم في ضامري لاح |
ولا ودي أكذب لا بغيت أتكلمّ |
اكذب ليا من قلت في قلبي جراح |
واكذب إذا اشكي من صديق وولد عمّ |
الدمع من عيني له أعوام ما طاح |
ولحد علي ارسل شعر مدح أو ذمّ |
لاني بلا عاشق ولا نيب سواح |
ولاني سجين ما عرف مدته كمّ |
ولاني فقير يشتكي جوع وأتراح |
ولاني خلاوي أو جلاوي على دمّ |
مدري وش اكتب ناسي كل ما راح |
والله عليّ براحة البال أنعمّ) |
|