| |
دعاية.. أم مشاهد ساخنة؟
|
|
ذهلت حقيقة عندما رأيت إحدى القنوات الفضائية المحبوبة والتي تحظى بمتابعة وجماهيرية من قبلنا، وهي تعرض على شاشتها راقية الطرح إعلاناً تجارياً لأحد المنتجات المنشطة جنسياً ولكن هذه المرة ظهر لنا العرض بشكل مغاير لما عهدناه من العروض المماثلة من قِبل الشركات والقنوات الفضائية الأخرى والتي تعتمد على الرمزية في الطرح، فقد كانت الدعاية عبارة عن مشهد جريء يفتقد للرمزية والعفوية.. وكان الذي يمثّله رجل وزوجته والأطفال. الزوجة تقول لزوجها: (العيال حلو واجباتهم وناموا.. والحين باقي واجبك) فتبتسم وتنصرف إلى غرفة النوم إشارة منها إلى أن واجب زوجها سوف يتم حلّه في غرفة النوم..؟ والمشكلة الأخرى في المشهد والتي آلمتني حقيقةً هي أن مَن قام بتأدية دور الرجل هو مذيع سعودي قدير له وزنه وثقله في الإذاعة.. وقد استغربت كثيراً عندما سمعت صوته الرنان في هذا المشهد الذي أستطيع أن أجزم بأنه فاشل فنياً. والواضح أننا نعاني من مشكلة في مفهوم الفن، فمفهوم الفن الصحيح هو أن المشهد لا يقصد به الموقف المباشر وإنما يقصد به الإيحاء الذي يتركه الموقف المباشر.. وبعد ذلك سيدركه المتلقي.. وعلى سبيل المثال لا الحصر إذا أردنا مقارنة الكاميرا الخفية لدينا بالكاميرا الخفية لدى الغرب، فلديهم تستطيع التمتع بمشاهدة عشرين لقطة جميلة ومضحكة في نفس الوقت من دون أي عنف أو إهانة للآخرين.. بينما إذا أردت مشاهدة الكاميرا الخفية لدينا فستستغرق لمشاهدة مشهد واحد قرابة ربع ساعة وهي عبارة عن عراك ومشاجرات ومهاترات واعتداء على الآخرين تنتهي بعبارات (الكاميرا الخفية معاك) بعد أن تغيَّرت ملامح الشخص الذي تم اصطياده في هذا المشهد.. هذا إن لم يتم الاتفاق عليها مسبقاً. لمحة: متى سنرتقي بفننا.. في ظل انعدام الرمزية!! فالمشاهد أصبح أكثر وعياً وثقافة.. ولنلحق بركب الثقافة!؟
تركي الصقير
Terkyss@gmail.com |
|
|
| |
|