| |
رقص الأقحوانة واقع مؤلم قد يُغضب الآخرين محمد يحيى القحطاني
|
|
في نظري (وكلُّكم تعرفون) أنَّ الفنانينَ في تصنيفاتهم بحسب (السَّرد) أدناه أربعة أصناف، الأول فنانٌ ذكي ويملكُ صَوتاً (شجيّاً). والثاني فنان يملكُ (طرباً) ولا يملك (قدرة) على القرار الصحيح. وآخر صوته (متواضع) ويعرف من أين تؤكل (خطواته). بينما الأخير لا يملكُ هذا ولا يُحسن ذاك، والتصنيف (للجنسين). وفي رأيي أنَّ السَّاحة الغنائية بكلِّ تفاصيلها و(غثائها) تحملُ كل هذه الصفات بل إنَّ الساحة أصبحت حقلاً للتجارب كلٌ يفرد (عضلاته) أمام الجمهور علَّ وعسى أن يكسبَ مكاناً يُراوح فيه أو يغادرهُ متقدماً ذات (ضربة حظ). والأرجح أن خُطُواتٍ للوراء تنتظرُ البعضَ في زمن (الغربلة).. أقولُ كلاماً (عاماً) ولا أُشيرُ بأصابعي (لأحدٍ) بعدَ أن اكتشفتُ أن (الحقيقة) المجرَّدة تُصيبنا بحالةٍ من الاختناق وتسجيل المواقف والتأليب والحقد في أحيانٍ كثيرة لا داعي لذكرها.. هنا أكررُ أنَّ مسئولية يشتركُ فيها الجميع جمهوراً وإعلاماً ومؤسساتٍ ترعى وتزجُّ بالنَّشاز في أوساطنا.. ونحن الآن في ساحةٍ أشبهُ ما تكون ببرامج (الواقع). وإن جاز لي الوصف فهي (كحلبة المصارعة)، فيها تبقى السيادة (للأقوى) ومن يفوزُ بأصوات (الجماهير). وأقصد بالأقوى هنا من يسانده وقوة (الحظ) بحيث لم يَعد أغلب الجمهور يبحثُ عن صوتٍ جميل أو كلمةٍ (ساحرة) بل باتَ (يقتات) على الشَّكل وطريقة الإخراج والإغراء ويصفق لمن هبَّ ودبَّ.. أعودُ لما ذكرت سابقاً وهي أنَّ مجموعةً كبيرةً من الفنانين يملكون صوتاً (عذباً) فيما خللٌ كبير في تفكيرهم وقراءاتهم لمجريات الأحداث (يُعيق) تقدمهم خطوة للأمام ويَسحبهُم رَغمَ (أصواتهم) درجات إلى الخلف ليراوحوا في مكانهم. في الجانب الآخر هناكَ أصواتٌ متواضعة جداً أُعطيت من الحظ ما تعرفونَ وما لا تعلمون، وتوفرت لها ظروف معينة ساعدت على (قفزهم) واستحواذهم على مقاعد (لا تخصّهم)، بل إن هذهِ الأماكن كانت (شاغرة) لفترة طويلة حتى اعتلاها (الغبار) فلم تجد من يستحقها. كل يوم نكتشفُ صوتاً وكل يومٍ يولدُ فنان والساحة ما زالت (تئنّ) تحت وطأة مرضٍ (خبيث) استشرى في بدنها منذ سنوات وما أحدٌ منا استطاع أن يُساعَد على تشخيصه أو حتى (الحدّ) من انتشارهِ السّريع. أصبحَ لدينا (خلطٌ) في المفاهيم حين أقرأ أخباراً فنَّية متناثرة وإطلاق لقب (مطرب) على صوتٍ ما زالَ يخطو خطواتهِ الأولى أو مؤدٍ لا يملكُ من الطَّرب سوى ما أتحفَه به (المحرر). لستُ هنا ناقداً على (زملائي) ولكن القارئ باتَ ذكياً لا تنطلي عليه المسمَّيات ولم يَعد يرضَ بذرِّ الرّماد في العيون أو حتى (الهبات) التي نمنحه لبعض الفنانين ونمهرهم بهذه الأوسمة التي لا يستحقونها لمجرد (الصداقة). يؤلمني كثيراً أن أرى السَّاحةَ الغنائية (تَتَهادى) وتفقد توازنها منذ عدة سنوات ولا ينجحُ في الموسم الواحد سوى عدة أغانٍ تُعَدّ على أصابع اليد الواحدة ومعظمها حتى لم تكتمل فيها عناصر النجاح.. يؤلمني أيضاً أن يَبقى بعض الفنانين في (القمة) فلا يُنافسهم أحد حتى بعد مماتهم.. ويؤلمني أكثر هذا الغبار الذي أرْكَمَ (آذاننا)!!
fm248@hotmail.com |
|
|
| |
|