| |
وعلامات إنها إساءة لوطن! عبدالفتاح أبومدين
|
|
كتب الأخ علي الموسى في الوطن بتاريخ 21 - 9 - 1427هـ تحت عنوان: إنها فضيحة، بل فظيعة، وذلك حول تدخل الجهات الأمنية في الطائف لتهدئة مئتي عامل آسيوي تجمعوا أمام مكتب العمل للمطالبة بصرف مرتباتهم من المؤسسة التي يعملون بها والمتوقفة لديها مدة سبعة أشهر كاملة، وفق خبر نشرته الوطن ليوم سابق لزاوية الكاتب.. ومرتبات أولئك العمال حسبما قرأت لا تتجاوز مئة وعشرين ألف ريال، وأن المؤسسة الوطنية أبرمت عقود إنشاء وتشغيل مع بعض الجهات الحكومية.. تساؤلات كثيرة، وعلامات استفهام أكثر، تبرز مع هذه الحال، توقف صرف عمالة عادية ستة أشهر، والمبلغ الذي يسد تلك الحقوق يعد زهيداً، إذا قيس بشركة أو مؤسسة رست عليها مشروعات حكومية لتنفيذها، والبحث عن الخلل، ربما تظهره وزارة العمل، ولا سيما ما يتعلق بضمانات هذه المؤسسة أمام أو مع الجهات التي ارتبطت معها لتنفيذ وإنجاز مشروعات! إن المرء الذي يقرأ الخبر، ويقرأ ما ألقى به الكاتب، ليصيبه الدوار إزاء هذه الحال التي تقع في بلادنا، وأن الإنسان الغيور ولا سيما في وطنه، ليجلله الحزن والأسى، كيف تحدث هذه المساوئ في وطن يحرص على سمعته ويغار عليها؟ وكيف يرضى مواطن يفترض أن يكون ملتزماً بالحقوق والواجبات، أن يشوه سمعته، وقبل ذلك سمعة وطن عزيز غالٍ على حكومته ومواطنيه الغُير؟ إن هذه الإساءة واضحة وقطعية، وهي سوء لا يحتمل ولا يطاق، ولا يقع من إنسان سوي، يخشى الله ويتقيه، فالدين المعاملة، فكيف يرضى من ينتسب إلى هذا الوطن العزيز الكريم بالإساءة إلى سمعته بأي صورة من الصور؟ إنها حال تحيّر، لأن فيها ظلماً وإخلالاً كبيراً بالأمانة والمسؤولية إلى حد العبث المزري! وقال الأخ علي الموسى عن هذه العمالة: (لو أنهم تجمهروا أمام قناة فضائية لكنا حديث العالم اليوم..) وكفيل هذه العمالة، إن صح ما قيل، خليق بأن يحاسب حساباً عسيراً، وأن يشهر به ويغرم بجزاء مادي يجعله عبرة لغيره، وأن يحرم من منحه تأشيرات عمالة لمدة لا تقل عن ثلاث سنوات حتى يرعوي، لأن سمعة الوطن أكبر من أن يكون عرضة للإساءة بفعل فرد أو أفراد يعرضونه لهزات كهذه غير مبالين بالنتائج السلبية، ونظام العمل ينبغي أن تكون فيه مواد رادعة للعابثين الذين لا يهمهم إلا أن يملؤوا جيوبهم بالمال حلاله وحرامه، لأنهم جهلاء وغير حراص على كرامة الوطن، وسمعته وقيمته، والذي يمارس هذه التصرفات الهوج خليق أن يتلقى عقاباً قاسياً رادعاً، ليكون عبرة لغيره.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
|
|
|
| |
|