| |
نهارات أخرى المرأة والجرأة الهاوية فاطمة العتيبي
|
|
في كل دول العالم هناك تقاليد اعلامية تستوجب المحافظة على حدود وأطر الذوق العام ومراعاة ثقافة الاطفال. لكن الاعلام العربي جاهل تماماً في هذه التقاليد بل هو يساري لا يعترف الا بالربحية اكثر من متطرفي اليساريين في اوروبا وامريكا. برامج هالة سرحان وحواراتها مع بنات الليل وأسئلتها من نوع كم تئبضي.. أصلاً لا يشاهدها الاطفال أو الكبار الاسوياء لانها خاوية ولا تقدم الا لغة شوارعية رديئة. لكن المثير هو دخول قنوات تطرح نفسها على أنها قنوات للأسرة ولذلك جعلنا مؤشر الريموت يثبت عليها وتركنا أطفالنا يشاهدونها ونحن مطمئنين.. أذهلنا أن نشاهد مع أطفالنا اعلانات عن برامج أقل ما يمكن وصف الحديث الذي يدور فيها بأنه حديث خادش للحياء وهو لا يحمل أي ملمح تثقيفي بل يطرح بطريقة سطحية من قبل المذيعات اللاتي تخرج الكلمات من افواههن بصعوبة وكأنهن في حال تحد او امتحان. يتنافسن ايهن اكثر وقاحة عفواً اقصد جرأة!. ماذا يعني أن تبث القناة اعلاناتها عن برنامج تتحدث عن الاشباع الغريزي او الجنسي او الممارسات الشاذة في اوقات مبكرة تعرف القناة انها ليست مواعيد لنوم الاطفال بل هي مواعيد لجلوس الاسرة عند التلفزيون كالساعة السادسة او السابعة مساءً. هذا عن بث الاعلان لكن ماذا عن الحلقات وما فيها.. يكفي ان تراقب رانيا برغوت وهي تراقب وجه منى ابو سليمان والاخيرة تطرح سؤالها الخطير عن الاشباع الحميمي لتعرف مدى الهشاشة في التفكير ومدى التسطيح الذي لا يؤسس لقيمة حقيقية للاعلامية بل هو يكرس لرداءة ثقافية وغريزية تبحث فقط عن الجانب المادي. الجرأة تختلف تماماً عما نراه من عمل دائب لجعل حياتنا استهلاكية غريزية لا تحفل الا باشباع رغبات الجسد من طعام وغيره.. دون خلق موازنة مع الجانب الروحي والثقافي والفكري.. حتى برامج الفتاوى الدينية تدور الاسئلة فيها حول الرغبات والغرائز وطرائق صدها وضبطها ولا أجد ما يبرئ المخرج في اختيار الاسئلة وانتقائيتها. الجرأة - الهاوية التي تفقد الاشياء قيمتها بفعل التداول والتكرار. وتوجد جيلاً مشتتاً بين قيم وقيم أخرى. البرامج التثقيفية الجادة مطلب مهم شريطة ان يتحدث فيها الاختصاصيون ويكون لهم الوقت المناسب من ناحية توقيت العرض او من ناحية مساحة الحديث الذي يلزم ان تكون كافية بحيث تغطي جوانب الموضوع دون ان تترك أسئلة معلقة وان يكون المحاور مؤهلاً علمياً لديه الإلمام العلمي في الموضوع لا ان يكون سطحياً يطرح اسئلته بلغة سوقية استفزازية خادشة. نعرف أن بامكاننا أن نقلب الريموت ونحن قلبناه فعلاً لكن القضية اكبر من أن نقلبها ونمضي انها جرأة تنذر بهاوية وهي دون أن تدري وبسذاجة وبسطحية تدعو بخلق مبررات للبحث عن الاشباع بأي وسيلة كانت.. فهل هذه هي الرسالة التي تريد فوزية سلامة ومن معها ان تصل إلى كل بيت عربي.. انا متأكدة أن هذا عكس ما يردن.. لكن سوء الاختيار وسطحية الطرح أدت إلى هذه النتيجة. المرأة بحاجة لأن تؤهل نفسها وتدعم موهبتها بالنضج والعمق مثل ما فعلت ريما الشامخ ببرنامجها الناجح جداً برسم الصحافة في قناة الاخبارية ومثل ما فعلت منى الشاذلي في برنامجها العاشرة مساءً على قناة دريم. هنا يحق لنا ان نفخر بشراكة المرأة في العمل الاعلامي لانها تشارك بوصفها انسانا مثقفا ومؤهلا ويرتقي بسلم القيم العامة لدى المشاهدين.
fatmaotaibi@hotmail.com |
|
|
| |
|