Al Jazirah NewsPaper Saturday  18/11/2006G Issue 12469الطبيةالسبت 27 شوال 1427 هـ  18 نوفمبر2006 م   العدد  12469
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

المجتمـع

فـن

استراحة

الثقافية

دوليات

متابعة

منوعـات

تغطية خاصة

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

الطبية

تحقيقات

زمان الجزيرة

الأخيــرة

حديث الأسبوع
دبلوماسية طبية
د. محمد غياث التركماني

كثيرة تلك الأمور التي تمر معنا في حياتنا اليومية العادية أو من خلال الممارسة الطبية التي تحتاج إلى سياسة بالغة ودبلوماسية راقية في التعامل وإبداء الرأي. فلو صادفك مثلاً أمرٌ ما وتريد التخلص منه عليك أن تسلك واحداً من طريقين: إما أن تتحدث بصراحة بالغة وتقول رأيك بلا مواربة أو لفٍ أو دورانٍ، أي بلا سياسة أو دبلوماسية، أو أن تسلك أقصى درجات السياسة والدبلوماسية في تعاملك مع هذا الحدث حتى لا تدع الآخرين يوقعوك في الفخ فتصبح شخصاً غير مرغوب به، وتكون حديث الناس أجمع.

فإذا انزعجت من مدخّن مثلاً قل: إنك تكره الدخان والمدخنين، وإذا عرض عليك أحدهم قصة تافهة أو قصيدة خرقاء وألحّ عليك معرفة رأيك فقل له رأيك بصراحة واضحة، وأخبره أن يترك هذه المهنة لغيره، وقل له عليك بذل جهد كبير هائل... وفي جميع تلك الأحوال أنت بعيد كل البعد عن شيء يسمونه (الدبلوماسية).

ولكن ماذا لو صادفك خطأ طبي من صديق أو زميل طبيب، واستفزّك مريض لجوج يريد معرفة رأيك بوضوح، ثم أعاد وكررّ الإلحاح واسم الطبيب أيضاً الذي قام بالخطأ. فماذا سيكون ردّك؟ لو قلت هذا خطأ وليحدث ما يحدث فأجزم أن مصائب الدنيا كلها ستقع على رأسك لأنك أنت نفسك غير معصوم عن الخطأ، والذين ستنتقدهم سيبدؤون إحصاء همساتك وكلماتك وخطواتك حتى تقع. فإن لم تقع نصبوا لك شباكاً، أو ألقوا عنك حكايات تنقص من قيمتك، وربما تدهورك إلى الهاوية. فأنت في تلك الحالة دبلوماسي فاشل جداً، وعليك سوف تدور الدوائر.

لقد علّمتني خبرتي المتواضعة معالجة هذه المواضيع بطرق قصيرة ويسيرة وألا تعطي رأياً قاطعاً في ذلك الزميل. لأنك قد سمعت من المريض (نصف الحقيقة) ولم تسمع من الزميل الطبيب (نصف الحقيقة الآخر).

كن دبلوماسياً ماهراً. اسمع كثيراً وتكلّم قليلاً فالدبلوماسي لا يقول (لا) ولا يقول (نعم) بل ربما، ومن الممكن، ولا بأس.

عالج المشكلة القائمة بغض النظر عن لونها وشكلها وحجمها فمن صلب آداب المهنة الطبية ألا يطعن طبيب بآخر. فالطبيب هو بشر قبل أن يكون طبيباً، وكل ابن آدم خطّاء.

لسانك لا تذكر به عورة امرئ فكلك عورات وللناس أعين
وعينك إن أبدت إليك معايباً فصنها وقل يا عين للناس أعين




نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved