| |
الليزر:ذلك الضوء الذي غيّر قوانين ومفاهيم طب الجلد(2 - 2) طرق المعالجة بأشعة الليزر دائمة التجدد وكل يوم يؤتى بجديد في الميدان
|
|
سنتابع اليوم موضوعنا الذي بدأناه الأسبوع الماضي ونتحدث عن أنواع جديدة من الليزر واستخدامات هذه الأنواع في أمراض الجلد المتنوعة: - أمراض الجلد المصطبغة: تظهر تصبغات الجلد، أي تلونه نتيجة عوامل خلقية كما في الوحمات الصباغية (وحمة OTA مثلا، والتي تظهر عادة في الوجه وخاصة حول العينين كتبقع مائل للون أزرق)، وقد تظهر التصبغات بعد تعرض طويل ومستمر لأشعة الشمس كالبقع الشمسية (تظهر على ظاهر اليدين والوجه كبقع بنية). يؤثر ضوء الشمس على أغلب أنواع التصبغات الجلدية فيتسبب بظهورها أو بزيادة حدتها، ويمكن ازالة جميع أنواعها تقريبا باستخدام الليزر باستثناء الكلف. وهناك أنواع مختلفة من الليزر تختلف بأطوال موجاتها ومنها على سبيل الذكر (ليزر ال Alex وال Nd-YAG Q-Switch). - إزالة الوشم: لم يكن من الممكن سابقا ازالة الوشم بألوانه وأنواعه المختلفة دون الاضرار بالجلد بصورة أو بأخرى. مع وجود الليزر أصبح بالإمكان. التخلص من أنواع مختلفة من الوشم والمحافظة في الوقت نفسه على الجلد في صورة طبيعية. - التجاعيد والندب: لقد جمعنا هذين المرضين مع اختلاف مسبباتهما لإمكانية معالجتهما بجهاز ليزر واحد، فالتجاعيد تظهر نتيجة عوامل عديدة أهمها الوراثة والتعرض للشمس وتحرك عضلات الوجه الزائدة، بينما تظهر الندوب كمضاعفات محتملة لأمراض جلدية كحب الشباب وجدري الماء (العنقز) إضافة للحوادث والجروح. وعلى رغم توفر الوسائل الحديثة المتعددة لمعالجة التجاعيد إلا أن أغلبها وقتي المفعول أو تعيبه استخدام مواد أو وسائل قد تؤدي لاضرار على المدى الطويل، مما يجعل ازالة التجاعيد بالليزر أحد الوسائل الفعالة قليلة الأضرار. وينطبق نفس المبدأ على الندب حيث يستخدم الليزر لوحده أو إضافة لمعالجات أخرى لاعادة شكل الجلد إلى وضع أقرب ما يكون للوضع الأصلي له. - معالجة سرطان الجلد بال Photodynamic Therapy: يظن البعض أن الليزر يسبب السرطان وهو ظن لا أساس له، بل على العكس تماما تظهر الابحاث الحالية أن بعض أنواع سرطان الجلد وباستخدام مواد كيماوية معينة تمتصها الخلايا السرطانية بقوة ومن ثم يتم تسليط ضوء الليزر عليها مما يؤدي إلى موت الخلايا السرطانية. ظهرت في السنوات القليلة الماضية أنواع جديدة من الليزر تقوم بتقنية مختلفة عن التقنيات السابقة ومعظمها متخصصة بعلاج شد الوجه دون جراحة مثل ليزر Thermage وليزر ال Fraxel لمعالجة الندبات بشكل عام والكلف ولكن قلة النشرات والمقالات المنشورة في المجلات الطبية ومقارنة هذه الأنواع من الليزر مع المعالجات التقليدية الأخرى تجعلنا حذرين حتى تكون الصورة أكثر وضوحاً. ومن المهم في نهاية الحديث أن نؤكد على درجة أمان الليزر العالية: فالليزر لا يسبب السرطان، والليزر لا يضر المرأة الحامل أو الجنين. ويبقى أن يعلم مرضانا الأعزاء أن هناك حدودا لما يمكن معالجته بالليزر، قد يكون ذلك في بعض الحالات، مخيبا لآمال المريض أو مقللا لتوقعاته، فهذا الجهاز على رغم تقدمه الحالي ليس جهازا سحريا، ولكنه يبشر بالمزيد لتحسين أدائه في معالجة الأمراض الحالية، وفي إمكانيته المساهمة لمعالجة أمراض جديدة إن شاء الله.
د. أحمد محمد العيسى - استشاري أمراض طب وجراحة الجلد والعلاج بالليزر
|
|
|
| |
|