| |
وعلامات مطار جدة ! عبد الفتاح أبو مدين
|
|
قبل عامين قيل إن مطار جدة سينجز خلال ست سنوات، وقبل عام قيل إنه يحتاج إلى خمس سنوات، ورب سائل يقول: الزمن الضائع إلى متى؟ وكتب الدكتور عبد العزيز النهاري في عكاظ يوم السبت 2 شعبان 1427 هـ، يقول: إن مطار جدة أصبح مطار قرية، وإن معاناة المسافرين والقادمين يلاقون مرارة في الصعود إلى الطائرة والهبوط منها ولا سيما المسنون، وهذه المدينة الكبيرة خليقة بأن تستكمل كل احتياجاتها، لتصبح كما أطلق عليها - جدة غير -، وهذا التفسير يمكن أن ينسحب عليها حتى في حالها الأسوأ.. - وأكبر الظن أن مصلحة الطيران المدني تدرك قبل غيرها أهمية هذا المطار بالقياس إلى حجم هذه المدينة وحركتها التجارية والسياحية، وهذا الإدراك يدعو إلى السعي لكي ينجز مطارها في أقصر وقت ممكن وفق المواصفات والمعايير المراد تحقيقها.. والشركات الأجنبية يهمها أن تكسب الوقت، ولو طلب منها أن يستمر العمل أربعاً وعشرين ساعة لاستجابت وهي حفيلة بذلك، غير أن انتظار ست سنوات وقت طويل جداً، وقيمة الوقت غالية عند الذين يقدرونه، فنحن في زمن سباق، زمن ضاعت بركته، وكثرت مسؤولياته، زمن السرعة كما أطلق عليه.. - ومن خلال الشكوى المتصلة حول المطار وزحامه بصورة متعبة، فإن السعي إلى تقليص زمن إنجازه ينبغي أن يكون الشغل الشاغل المقلق لمصلحة الطيران المدني، بحيث تتوجه إلى الشركات التي رسا عليها العمل أن تدفع بإيقاع العمل إلى السرعة بزيادة ساعات العمل إلى الضعف والضعفين، لأن حال مدينة كبيرة غاصة بحركة الحياة، وازدياد سكانها كل عام، يدعو إلى أن تكون مشروعاتها محدودة الزمن في إنجازها، ولا يعني هذا أن يكون العمل ارتجالياً وكيفما اتفق، وإنما حسب المواصفات المتميزة والمتفق عليها.. الذي أعلمه، أن الشركات القادرة يهمها أن تنجز ما تلتزم به وفي وقت قياسي إذا طلب منها! - مصلحة الطيران المدني تدرك أنها تعيش في القرن الحادي والعشرين، وليس في السابع أو الثامن عشر، وإيقاع العصر لا يحتمل طول الانتظار والتنفيذ البطيء إلى حد الركود، والعالم في سباق مع الزمن جاد وسريع جداً، ولكن الزمن العربي بطيء الحركة، وهذا يعكس حالة من الركود الثقيل الذي يضر ولا ينفع.. وخادم الحرمين الشريفين - حفظه الله ومد في حياته وأعزه - منذ أن تحمل مسؤولية الوطن بعامة، ما فتئ يحث المسؤولين على إنجاز مشروعات الوطن والإنفاق عليها، وأن المال بفضل الله وفير، غير أن حراك كثير من المشروعات المهمة، يحكمها ركود ثقيل رديء، دون إبداء أسباب لمرد ذلك، وإنما هو ما اصطلحنا على وصفه بالروتين الممل المعطل لحركة الحياة، إنه مع الأسف يحكمنا ولا نحكمه، لأننا كبلنا أنفسنا به منذ وضع - زكي سعد - قبل أكثر من نصف قرن في أيدينا وأرجلنا تلك القيود والكوابح، لتعطل حركتنا، وسلمنا وخضعنا ولم نحاول رغم أننا نستطيع أن نكسر تلك القيود المعطلة.. والعالم من حولنا يجمز في شرقه وغربه، وقد سبقنا، لكننا ظللنا حبيسي أنماط من الحياة رديئة معطلة، رغم أننا قادرون على تجاوزها بعزم وإرادة وأيد، فإلى متى؟!.
|
|
|
| |
|