| |
د. السعدون في تصريح لـ(الجزيرة ): المستشفى السعودي الميداني عالج جراح أكثر من 75 ألف حالة
|
|
* الرياض - الجزيرة: امتدادا لجهود المملكة المستمرة تجاه لبنان، وكعادتها دائماً في الوقوف بجانب إخوانها اللبنانيين بادر خادم الحرمين الشريفين بإصدار أمره الملكي الكريم رقم (4701 - م ب) بتاريخ 28-6-1427هـ الموافق 24-7- 2006م القاضي بإرسال المستشفى السعودي الميداني، بالإضافة إلى المساعدات الأخرى غير المحدودة التي وصلت إلى لبنان ولا تزال. حينها استنفرت الجهود من قبل فرق المسح والكشف الميداني وذلك في 25-7-2006م وبالتنسيق مع الصليب الأحمر اللبناني والسفارة السعودية في بيروت لاختيار الموقع المناسب لإنشاء المستشفى وفي الوقت نفسه كان رتل من العربات والمعدات المحملة بالعيادات المتنقلة والمؤن الطبية في طريقه إلى لبنان وكان العمل على أوجه لاختيار الكوادر الفنية المؤهلة لتشغيل هذا المستشفى الذي استقر به المقام على مساحة 5500 متر مربع في ميدان سباق الخيل في بيروت، ليبدأ التشغيل الفعلي في تاريخ 5-8-2006م.. ومن أهداف المستشفى تقديم الخدمات الطبية والرعاية الصحية المجانية لجميع اللبنانيين على اختلاف طوائفهم، التنسيق مع المستشفيات اللبنانية بغرض استقبال الحالات الحرجة واستكمال الرعاية الصحية التخصصية ضمن منظومة متكاملة، إجراء الدراسات الميدانية والوبائية للاستفادة منها في رفع مستوى الخدمة الصحية المقدمة. حيث يحتوي المستشفى على 22 عيادة تضم في جنباتها كوادر طبية مؤهلة من مختلف القطاعات الصحية بالمملكة، حيث هناك 4 عيادات للأطفال وعيادة للجراحة العامة وجراحة الإصابات وعيادة للنساء والولادة و3 عيادات للعظام و13 عيادة متنوعة ما بين الباطنة والقلب وطب الأسرة والمجتمع وطب الصحة العامة، إضافة إلى الأقسام الطبية المساندة كالتعقيم والمختبر والأشعة والصيدلية والتموين الطبي وقسم الإسعاف والطوارئ الذي يعمل على مدار الأربع والعشرين ساعة وجميعها مجهزة بالتجهيزات الضرورية لمعاينة وتشخيص وعلاج جميع الحالات الطبية. وعن الكادر الإداري فقد خلف الدكتور سعود العماني الذي يتربع الآن على قمة الهرم الإداري بالمستشفى خريج جامعة فيينا (النمسا) الدكتور خالد بن طارق السعدون وهو المتخصص في طب وجراحة الكلى والمسالك البولية من جامعة بووم بألمانيا، حيث شارك د. السعدون الذي يعمل كجراح في مستشفى القوات المسلحة بالرياض في العديد من المهمات الإغاثية في العديد من دول العالم ويمتاز الدكتور السعدون البالغ من العمر (45) عاما بالهدوء والأريحية لدى تعامله مع المراجعين.يقول الدكتور السعدون إن المستشفى أنشئ بأمر سام من خادم الحرمين الشريفين للوقوف مع اللبنانيين في محنتهم إبان الحرب، وها نحن اليوم قد وصل عدد الحالات التي تم مناظرتها وعلاجها أكثر من 75.000 حالة تنوعت بين الأمراض المزمنة والحادة وأمراض الأطفال الموسمية، وأضاف السعدون أن المستشفى قد أتم استعداداته لفصل الشتاء بالعمل على بناء مظلة كبيرة تغطي 75% من أرجاء المستشفى، حيث تكثر هطول الأمطار في هذه الأيام. ويساعد الدكتور خالد السعدون في إدارة المستشفى نخبة من الطاقم الطبي السعودي المؤهل بمختلف التخصصات وجميعهم قد أخذوا على عاتقهم تحقيق رغبة القيادة السعودية بخدمة المريض اللبناني بلا تمييز وبمهنية عالية وإنسانية تعكس رؤية ملك الإنسانية في الفرد السعودي وحبه للعطاء والتضحية من أجل إخوانهم اللبنانيين بمختلف طوائفهم وعرقياتهم. وعن الكادر الطبي يضم المستشفى السعودي الميداني بين جنباته ما يزيد على المائة سعودي بمختلف التخصصات الطبية الذين قدموا وأمام أعينهم هدف واحد هو خدمة هذا الشعب الأبي والوقوف معه في محنته التي يمر بها بعد الأحداث الأخيرة التي أضرت كثيرا بالبنية التحتية بكل القطاعات ومن ضمنها القطاع الصحي الأكثر تضررا. فهناك الجراح الماهر وهذا استشاري القلب الخبير يتناقش مع استشاري العظام حيال حالة جمعت التخصصين وإن تأملت قليلا فسترى من يلهو مع الأطفال بعطف وأريحية، فإذا به استشاري أطفال قد قدم من السعودية وكله أمل أن يسهم في رسم البسمة على وجوه أطفال لبنان الشقيق، وإن تجولت في المستشفى قليلا فستجد الصيدلي والممرض والفني يؤدون عملهم باحترافية عالية وبسمة لا تفارق الوجه فهذا عبد العزيز المطيري الذي يعمل ممرضا في الشؤون الصحية بالرياض يتخذ كل الاحتياطات المعروفة لحماية نفسه وحماية المريض وهو يمارس عمله في غرفة سحب الدم ولا يلبث أن يبتسم حين يرى المريضة الطاعنة في العمر ترفع يديها له بالدعاء وأن يحفظ الله ملك الإنسانية الذي تفضل بكل هذه الجهود. وفي بيئة أخوية وجنبا إلى جنب مع إخوانهم السعوديين يحوي المستشفى السعودي الميداني مجموعة متميزة من الطاقم الطبي اللبناني تحوي 64 فردا بينهم 15 طبيب و28 ممرضا وممرضة، بالإضافة إلى العديد من الفنيين الذين هم خير معين للطاقم السعودي في أداء مهمتهم النبيلة حيث تم التعاقد معهم للعمل من بداية إنشاء المستشفى. المراجعين يتوافد على المستشفى السعودي الميداني يومياً عدد كبير من المرضى اللبنانيين وغيرهم بحثا عن العلاج المناسب لحالتهم الصحية ورغم كثرة المراجعين إلا أن النظام هو الحكم في هذا الأمر فبعد توزيع الأرقام بعدالة ينتظم المراجعين في صف منظم للحصول على نموذج فحص طبي ليستطيع بعدها من العرض على الطبيب المختص الذي يقرر مدى حاجة المريض للتدخل الطبي المناسب. أكثر من (75.000) مريضا تم معاينتهم من قبل الفريق الطبي بالمستشفى السعودي الميداني وذلك من تاريخ إنشاء المستشفى وحتى تاريخه بمعدل يومي يفوق (900) حالة يتم معاينتها وعمل الإجراء المناسب وصرف الأدوية اللازمة وكل هذا يتم وبدون تحمل المراجع أي تكلفة مالية. يستهل المستشفى نشاطه يومياً من الساعة 8 صباحا ويستمر بالعمل حتى الساعة الخامسة مساء مع استمرارية عمل قسم الإسعاف والطوارئ بالإضافة إلى الخدمات الطبية المساندة كقسم المختبر والصيدلية بلا تثاؤب طوال الأربع والعشرين ساعة. لم تقف الخدمات الصحية المقدمة عند أسوار المستشفى بل تعدتها لتشمل خدماته المرضى خارج بيروت، حيث يسير المستشفى عيادات ميدانية تقدم خدماتها للمجتمع المحلي في محل إقامته وللمناطق الأقل حظا في توافر الرعاية الصحية، حيث تشمل كل عيادة طبيب من تخصص صحة المجتمع وصيدلي وفني مؤهلين للعمل ضمن ظروف معينة على أن يتم تجهيز العيادة بجميع المؤن الطبية والأدوية اللازمة.ولا ننسى الحملات المستمرة للتبرع بالدم التي يقوم المستشفى بتنظيمها بالتعاون مع الصليب الأحمر اللبناني حيث يجري العمل حالياً على تنظيم حملة ثالثة بغرض مساعدة بنوك الدم في لبنان لسد الحاجة الماسة للدم في هذا البلد الجريح.كما قام المستشفى وخلال أيام عيد الفطر المبارك باستضافة ما يربو على المائتين يتيم من أطفال جمعيات الأيتام اللبنانية بالإضافة إلى عوائلهم وعلى مدى ثلاثة أيام قام خلالها بالكثير من الفعاليات التي تدخل البهجة وترسم البسمة على وجوههم البريئة التي شملت المسابقات الترفيهية والرسم بالألوان توزيع الهدايا والوجبات على كل طفل. كما قام المستشفى بزيارة معايدة لأطفال مركز علاج سرطان الأطفال في الجامعة الأمريكية في بيروت قام خلالها مدير المستشفى والوفد المرافق بالاطمئنان على الأطفال المنومين وتوزيع هدايا العيد عليهم. كل هذه المساعدات الجليلة والجهود الصحية المشهودة غلفت بغلاف سعودي نقي يعكس أصالة الشعب السعودي وحبه للعطاء، ولعل كثافة حجم المراجعين هنا في المستشفى السعودي الميداني في لبنان هو من أهم الدلالات على الاهتمام الذي توليه حكومتنا الرشيدة لمثل هذه الأعمال الإغاثية التي جادت بها يد ملك الإنسانية على لبنان الشقيق وغيره من دول العالم، فتلك المشاعر المتدفقة من المراجعين أثناء تحقيقنا الصحافي جاءت جياشة دون تكلف أو اصطناع لتعطي المخزون الحقيقي من الشكر والامتنان الذي يبثه شعب لبنان إلى حكومة وشعب المملكة العربية السعودية.
|
|
|
| |
|