* موسكو - سعيد طانيوس: تعتزم لجنة الشؤون الدولية في مجلس النواب الروسي (الدوما) إعداد مسودة قرار بشأن العراق حتى يوم الأربعاء القادم. وذكر المكتب الصحفي لكتلة (روسيا الموحدة) الموالية للكرملين والتي تشكل الأكثرية المطلقة, أنه جرت في اجتماع للكتلة مناقشة الوضع في العراق وبالتحديد التوتر في المنطقة بسبب حكم الإعدام الذي صدر بحق الرئيس العراقي السابق صدام حسين. وأشار إلى أن تنفيذ الحكم بالإضافة إلى الأخبار التي تناقلتها وسائل الإعلام بأن عدداً من بلدان التحالف تنوي سحب قواتها من العراق سيؤدي إلى زعزعة الوضع في المنطقة. وبدوره رأى نائب رئيس مجلس الدوما, رئيس الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي, فلاديمير جيرينوفسكي، الذي يعتبر صديقاً شخصياً للرئيس العراقي المخلوع, أن حكم الإعدام الذي صدر بحق صدّام لن ينفذ. واعتبر جيرينوفسكي في كلمة ألقاها أمام (طاولة مستديرة) كرست لصدور حكم الإعدام بحق الرئيس العراقي السابق أن (الغرب يحتاج إلى صدام حسين وقد يطلقون سراحه من أجل تهدئة السنة في العراق أو التحريض على حرب عراقية إيرانية جديدة). وأضاف أن قرار الحكم بحق صدام غير عادل. وأشار جيرينوفسكي إلى أن (هذه الاتهامات تعود إلى ما قبل 30 سنة. فلماذا سكتوا (الغرب) وقتئذ والآن يحاكمونه) مضيفاً أن (صدام حسين كان وقتئذ يبيع النفط للولايات المتحدة وشركائها الغربيين وكان يمارس سياسة تروق للأمريكيين). وقال جيرينوفسكي إنه (ينبغي محاكمة رئيسي الولايات المتحدة بوش الأب والابن. ويجب إصدار حكم إعدام بحقهما أيضاً) مشيراً إلى أن القوات الأمريكية أبادت خلال فترة الاحتلال 1.5مليون شخص من سكان البلد. ولدى التطرق إلى مستقبل الشرق الأوسط أشار جيرينوفسكي إلى أن بؤرة التوتر هناك ستبقى طوال القرن الحادي والعشرين بسبب وجود حقول نفط غنية جداً في المنطقة وسعي جميع دول العالم الكبرى إلى السيطرة عليها. ورأى رئيس اللجنة الفرعية للعلاقات بين القوميات المنبثقة عن لجنة المجلس الاجتماعي الروسي لشؤون التسامح وحرية الاعتقاد الديني, كامل جان كلانداروف، أنه إذا نفذ حكم الإعدام بحق الرئيس العراقي السابق فستبدأ حرب أهلية في البلد. وأعلن كلانداروف أمام (الطاولة المستديرة) التي عقدت تحت عنوان (صدور حكم الإعدام بحق صدام حسين, انتصار للديمقراطية العراقية أو دسيسة أميركية جديدة؟) أن (صدام سيصبح شهيدا إسلاميا جديدا). ويرى كلانداروف أنه إذا شنق صدام فإن (كافة جرائمه ستكون طفيفة مقارنة بالعواقب التي تنتظرنا وبالمرتبة الأولى التي تنتظر العالم الإسلامي). مؤكداً أن البشرية لم تفكر حتى اليوم الحاضر بأساليب مكافحة الطغاة. وفي موسكو أيضاً، أعلن مجلس المفتين في روسيا أنه لا يجوز أن ترتبط عقوبة الرئيس العراقي السابق بحرمانه من الحياة. وقال رئيس القسم الدولي في المجلس، روشان عباسوف، في (الطاولة المستديرة) إن (الشنق والإعدام مرفوضان بالطبع). ونقل عباسوف إلى المشاركين في الاجتماع تصريح رئيس مجلس المفتين في روسيا الشيخ راوي عين الدين الذي جرى التأكيد فيه أن (تنفيذ هذا الحكم غير الإنساني سيقضي على أماني الشعب العراقي في إصلاح البلد).
|