Al Jazirah NewsPaper Thursday  16/11/2006G Issue 12467الاقتصاديةالخميس 25 شوال 1427 هـ  16 نوفمبر2006 م   العدد  12467
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

استراحة

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

سماء النجوم

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

(سوق الكراتين)
فضل بن سعد البو عينين

(سواليف) زاوية رياضية في صحيفة اليوم يكتبها الأستاذ محمد البكر، وعلى الرغم من رياضيتها، إلا أن الزميل البكر تعوَّد على خلط (سواليفها) الرياضية بواقع الحال، حتى أصبحت قريبة جداً من هموم المواطنين، لذا لم أستغرب عندما ناقشني أحد كبار السن، ممن يطلقون على الكرة اسم (تنبه)، عن موضوع اجتماعي تحدث عنه الزميل البكر بكل شفافية، وصدق ووضوح، فالزاوية لم تعد مقتصرة على الشؤون الرياضية، بل هي متنوعة المشارب ومتعددة الاتجاهات.
يوم الأربعاء الماضي، نقل الزميل البكر، من بريده الخاص قصة ذات صلة بسوق الأسهم عنونها ب:(مكعيل والأسهم) وهي من أدبيات السوق التي تعتمد في أسلوبها على التورية حيناً، والمكاشفة أحياناً أخرى.
القصة، رغم تحفظي على بعض فقراتها، وكلماتها الحادة، تبقى عملاً أدبياً قصيراً نجح كاتبها في توصيل معاناته، وملاحظاته حول سوق الأسهم، بل لعله برع في تشخيص الداء الحقيقي الذي تعاني منه سوق الأسهم السعودية المتمثل في تضخيم قيم الأسهم الخاسرة التي شبهها بالعلب الفارغة، ومن ثم الدفع بها إلى الهاوية.
التضخم الذي أحدثه بعض المضاربين من خلال بيوع النجش، والغرر، هو الذي أدخل سوق الأسهم السعودية إلى النفق المظلم الذي لم تستطع الخروج منه، وهو سبب كوارث المجتمع، وإليه ترجع الخسائر الفادحة التي كلفت الاقتصاد والمواطنين ما يقرب من 2.5 تريليون ريال سعودي.. حتى العام 2003 كانت سوق الأسهم تتحرك وفق ضوابط معينة، على الرغم من استقلاليتها النسبية عن الجهات الرقابية، وكان المضاربون (التقليديون) إن جاز لنا تسميتهم بذلك، حريصين على استقرار سوق الأسهم التي تمثِّل لهم الكنز الذهبي.
وفي الأعوام التي سبقت تدشين سوق التداول النظامية، كان المضاربون يحتفظون بسجلات التداول في مكاتبهم العقارية، وهي سجلات لا تخلو أحياناً من مخالفات المدلسين، غير أنها تبقى ضمن المستويات المعقولة خصوصاً أنهم يتعاملون مع سوق غير نظامية خارج السوق الرسمية.
ظهرت أسماء، وتوارت أسماء، وتعاقبت انهيارات، يمكن أن نطلق عليها (جني أرباح).. في وقتنا الحالي بقيت السوق البدائية كما هي دون تغيير، لم تؤثر في المجتمع، ولم تصل نارها إلى منازل المواطنين.
كان ذلك بسبب منطقية السوق، وعدالة أرباحها مقارنة بقطاعات الاقتصاد الأخرى، بل كانت أقل ربحية من بعض القطاعات الأخرى كقطاع العقار على سبيل المثال.. فجأة، تسرَّب الجشع والطمع إلى نفوس المضاربين، وبدؤوا في رسم الخطط والإستراتيجيات المدمرة التي تكفل لهم جمع أكبر قدر من الثروة في مدة زمنية قصيرة.
عدم قناعة المضاربين بأرباحهم المعقولة، قادهم إلى البحث عن وسائل تمكنهم من مضاعفة الأرباح، والصعود بها إلى القمم المهلكة.. لم يكن الأمر متاحاً من الناحية الاقتصادية، ما دفعهم إلى الدخول في معمعة (البيوع المحرمة) لتضخيم الأسعار ومضاعفتها.
انفجار السوق إلى الأعلى، حقق للمضاربين هدفين رئيسين، الأول هو تعظيم القيمة السوقية للأسهم التي يمتلكونها، والثاني، إغراء المواطنين بأرباح السوق الخيالية ودفعهم إليها دون تفكير.. انتقل السعار الربحي من المضاربين إلى المواطنين الذين دخلوا السوق وهم يجهلون ما خُطط لهم من بعض المضاربين.. سيقت السوق إلى قمة الجبل، وانساق في أثرها المواطنون، أما المدلسون فعادوا أدراجهم سالمين، محملين بخزائن أموال المواطنين.. سقطت السوق، وسقط المواطنون من أعلى القمة إلى القاع السحيق.
إنها (سوق الكراتين) كما يطلق عليها أحد الإخوة الفاضلين، أو إن أردتم فهي سوق (القواطي المتربة)، التي حرَّكت غريزتي الجشع والطمع لدى المضاربين والمتداولين، فأحرقتهم وأحرقت المجتمع بأسره.
ويبقى السؤال حائراً: مَنْ الذي أوصلنا إلى هذا؟... نحن أولاً، ثم المدلسون، فالمراقبون.
والله المستعان.

f.albuainain@hotmail.com



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved