خلال استقباله قادة القوات المسلحة.. الأمير سلطان:
توزيع المال على جميع المناطق يشترك فيه الحاضرة والبادية وجميع القطاعات.. والمليك يزور تبوك والجوف وعرعر بعد الحج

* الرياض - واس:
استقبل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام في مكتب سموه بوزارة الدفاع والطيران أمس كبار قادة وضباط أفرع القوات المسلحة يتقدمهم معالي رئيس هيئة الأركان العامة الفريق أول ركن صالح بن علي المحيا الذين قدموا للسلام على سموه وتهنئته بعيد الفطر المبارك.
كلمة الأمير سلطان
وقد وجه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز كلمة بهذه المناسبة نقل فيها تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود القائد الأعلى لجميع القطاعات العسكرية الذي يولي القوات المسلحة كل اهتمام ورعاية.
وقال سموه: (تأخرنا بالمعايدة لأننا ذهبنا مباشرة في زيارة خادم الحرمين الشريفين - أيده الله - إلى مناطق نجران وعسير وجازان، وكانت والحمد لله الزيارة موفقة حقيقة لخدمة دينه أولا ومواطنيه برابطة صادقة لخدمة الجميع.. والحمد لله أنا تعودت في الحقيقة أن أكلمكم من القلب للقلب، وأكلمكم كأحد أبنائكم وإخوانكم وكإنسان يعتز بخدمتكم لأنكم أنتم تخدمون ديننا وتخدمون وطننا؛ ولذلك الكلام صادر من قلب انسان يترجم شخصيته، وأنا أرى فيكم جميعا الحقيقة الوطنية والغيرة والمحبة والاخلاص والتفاني، وما ينقصنا شيء ولله الحمد والشكر إلا أن نستمر بشكر الله سبحانه وتعالى ونتعاون على البر والتقوى وان نؤيد كل ما فيه خدمة ديننا ووطننا ونؤيد العلم الحديث والتقنية والتدريب؛ لأن التدريب أساس كل شيء سواء بالنسبة لقواتنا البرية أو الجوية أو الدفاع الجوي أو البحرية أو كل القطاعات.
في الحقيقة التدريب هو أساس كل شيء والتعب في التدريب راحة في الانجاز والعمل؛ ولذلك ما في شك أبدا كما تعرفون زملائي سواء كان الأمير خالد أو معالي رئيس هيئة الاركان أو قادة القوات أو نواب رؤساء الاركان.. الحقيقة أنا على اتصال معهم باستمرار.
وأحب أان أوكد لكم أنه ما منعني ولم يمنعني عن خدمتكم أي منصب، المناصب كلها تنصب في خدمة الانسان.. والانسان يتمثل فيكم، أنتم ولله الحمد والشكر قوة ضاربة دينية مؤتمنة على كل محارم المسلمين وأموالهم وأعراضهم.. وهذا حمل ثقيل، وتعرضت بلدنا كما تعرفون لمشاكل، لكن نحمد الله ونشكره، التعاون بين رجال الأمن وبين رجال الحرس الوطني وبين رجال القوات المسلحة أخمد الفتن ولله الحمد والشكر ورجع من يريد الخير لاهله وذويه، والذي يريد الشر لمحاكمته طبقا للأسس الإسلامية {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ}.. نحن الآن مشكلون محكمة شرعية تحاكم كل من هو في السجن، فمن ثبت عليه شيء شرعا نفذناه، ومن لم يثبت عليه شيء أطلقناه لأنه بدون شريعة إسلامية وبدون الاحكام الشرعية لا ترتاح النفس ولا يتوافر قائد أو مسؤول إلا أن يرجع إلى دينه، والحمد لله رب العالمين بلد إسلام، بلد نعمة، والله أعطاكم على قدر نواياكم في هذا البلد، لا منة لاحد علينا ولا فضل لاحد علينا إلا الله سبحانه وتعالى على هذه البلاد وأهلها، وقواتنا المسلحة ولله الحمد في مأمن وفي نعمة، والذي يهمنا الحقيقة الآن والذي أبحثه مع زملائي ومع الجهات المعنية في الدولة هو الاسكان.. الاسكان خصوصاً القرب من المدن العسكرية وبُعد الإنسان الجندي أو الضابط في منطقة تصل إلى 60 أو 70 كيلومترا يوميا، وهو يذهب ويعود صعب عليه جدا؛ ولذلك بحول الله في الميزانية القادمة نبدأ في الاسكان بأي شكل من الاشكال حتى نوجد إسكانا تطمئن له النفس ويمارس الانسان عمله طول نهاره ويعود إلى بيته خلال ربع ساعة أو عشر دقائق.
لقد مر علينا شيء كثير.. الحقيقة كما تعرفون قبل ثلاثة سنوات كان دخل الدولة منخفضا والديون على الدولة مرتفعة وكلها نتيجة مواقفنا الايجابية كحرب تحرير الكويت، كما تعرفون استنزف ذلك الكثير من الاموال، ولكن الحمد لله لم يستنزف لا كيانا ولا مقاما ولا مقار ولا نفسية ولا فردا من الأفراد.. والمال زائل ذاهب لك أو عليك.. لكن ادفع بالتي هي أحسن فاذا جاءك بلاء فادفع بمالك دون نفسك فإذا داهمك البلاء فادفع بنفسك دون دينك، وأنتم والحمد لله رب العالمين دافعتم بمالكم وأنفسكم وبكل ماعندكم، والنتائج ولله الحمد كلها حسنة.
تعاملنا مع إخواننا يهمنا جدا، التعاون مع إخواننا في دول الخليج.. دول الخليج كما تعرفون جزء لا يتجزأ منكم ولا يمكن أن نتجاهل موقع الخليج من المملكة، كل الخليج المملكة لها حدود معهم، وحدودنا ولله الحمد كلها منتهية، نحن متفقون مع إخواننا وليس هناك مشاكل بيننا وبينهم، فأعيد مرة أخرى دينكم وثباتكم وشخصيتكم وارتياحكم ونعمة الله عليكم تدرأ كل شر إن شاء الله لا من بعيد ولا من قريب، أما نحن فإخوانكم، ونحن في البلد كلها من خادم الحرمين الشريفين إلى كل واحد منا تأكدوا نحن في خدمة هذا البلد بكل ما أوتينا من قوة. الشيء الذي أحب أن أوضحه الحقيقة تعرفون النظام الأساسي للحكم، الملك فهد رحمه الله وغفر له وجزاه عن الجميع خير الجزاء عمل أسساً للمملكة كانت تدور عندنا، بعضها موجود وبعضها غير موجود، من أيام الملك فيصل نظام الحكم ونظام المقاطعات ونظام المناطق ونظام مجلس الشورى إلى آخره، نظام مجلس الشورى كان معروفا من أيام الملك عبدالعزيز، لكن يتطور من يوم لآخر، فالملك فهد قرر إنشاء أنظمة هي النظام الأساسي للحكم ونظام مجلس الشورى ونظام المناطق ونظام العمل والعمال وعدلوه أخيرا ونظام مجلس الوزراء.. النظام الاساسي للحكم فيه المادة الخامسة: كيف يتعين ولي العهد ومن يعيّنه، كانت واضحة، الملك يعيّن ولي العهد ويقيله ويعطيه من الاعمال ما يراه.. أنا أقصد لماذا أتينا بنظام البيعة؟ الملك فهد في آخر حياته قبل وفاته بحوالي سته أشهر كان له حديث مع الملك عبدالله في تبيان أو ايضاح فقرة المادة الخامسة من النظام الاساسي للحكم.. الملك عبدالله كان مهتما كثيرا وربي يوفقه فوضع نظام البيعة.. نظام البيعة والمادة الخامسة تقول: الملك يتسلسل بين أبناء الملك عبدالعزيز وأحفادهم وأحفاد أحفادهم، واضحة، أو بنظام البيعة برضا واتفاق ورغبة الإخوان جميعا؛ ما يجعل حدا وطمأنة لبلدنا وشعبنا، وهؤلاء الرجال الموجودون الأحياء من ابناء الملك عبدالعزيز والميت منهم يعيّن الخيّر من أولاده عضوا في هذا، وهكذا.. ولن يكون ولي العهد الا مثل ما ذكر بانتخاب عائلي باستشارة شعبنا وبلدنا.. هذا واجب علينا؛ فهذا هو سبب نظام البيعة، وهو طمأنة الناس الذين في الخارج والذين في الداخل لا سمح الله لو مات الملك وولي العهد جميعا، هناك هيئة حكم تحكم في أسبوع البلد، لا تغير انظمة الدولة، ولكن هي تنتخب مع هيئة البيعة كلها الملك والملك ينتخب ولي عهده.. ولي العهد يعرض على الهيئة اسماء اثنين أو ثلاثة والملك يختار من يراه بعد المشاورات مع الجميع المهم فيها أن وضعنا شيء يريح شعبنا.
أحببت أن أبين لكم هذا الشيء وهو ميزانية الدولة وتطويرها وما اعتمد من مشاريع تنموية وبناءة في جميع المملكة، والحقيقة لأول مرة يكون توزيع المال على جميع مناطق المملكة، يشترك فيها الحاضرة والبادية ويشترك فيها كل قطاع وكل قرية وكل هجرة، وإن شاء الله لم يبق الا زيارة تبوك والجوف وعرعر ان شاء الله بعد الحج يزورها الملك - رعاه الله - وتأخذ حقها ونصيبها، وذلك كل واردات الدولة وما زادت على الميزانية الطبيعية كله سيوزع لسنوات، الآن في الخطة الثامنة وبعدها الخطة التاسعة لجميع المملكة.. وشكراً).
بعد ذلك ألقى معالي رئيس هيئة الأركان العامة الفريق أول ركن صالح بن علي المحيا كلمة أعرب فيها عن شكره لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز الذي يولي اهتمامه وجهده بالقوات المسلحة جنداً وعتاداً، وقال: (القوات المسلحة دائما هي موضع اهتمامكم وشغلكم الشاغل، وإنكم دائما تعطون اهتمامكم لجميع منسوبي القوات المسلحة في مختلف مواقعهم).
وقدر لسمو ولي العهد - حفظه الله - جهده الكبير في تنمية الوطن والقوات المسلحة وأضاف: (الكل يدرك العسكري والمدني دوركم الكبير في صنع القرار فيما يتعلق بتنمية الوطن على المستوى الكبير والقوات المسلحة، وما بذلتم من جهد كبير موفق بإذن الله).
وقدم معالي رئيس هيئة الأركان العامة نيابة عن منسوبي القوات المسلحة شكرهم لسمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز، داعيا الله جل وعلا لسموه بالتوفيق والصحة والسداد.
حضر الاستقبال صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية ومعالي مدير عام مكتب سمو وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الفريق أول الدكتور علي بن محمد الخليفة.