حذّرت بريطانيا على لسان رئيس وزرائها، ولسان وزير خزانتها (غوردون براون) من التغيرات المناخية الحظيرة التي تحدث في الكرة الأرضية، وستكلف العالم إذا لم يقم بخطوات عملية لمواجهتها ما يصل إلى 20% من إجمالي الدخل العالمي، وقد دعوا العالم، والدول الثماني الصناعية إلى تحركات حاسمة جريئة لوقف تصاعد الأكاسيد الكربونية التي تعد - علمياً - أكثر الانبعاثات الصاعدة من الأرض المسببة للتغيرات المناخية الخطيرة ومن بينها ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية.
وقال وزير الخزانة البريطانية حسب ما نقلته وكالة (أسوشيتد برس) إنهم سيستعينون بنائب الرئيس الأمريكي السابق (آل غور) في هذا الشأن لأنه ممن حذّر أكثر من مرة من هذا الخطر العظيم.
وأكد براون أن المسؤولية كبيرة على جميع الدول، وفي مقدمتها المجموعة الأوروبية لمنع زيادة سخونة المناخ، وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي مسؤول عن نسبة 15% من الانبعاثات العالمية لثاني أكسيد الكربون، وأن دول مجموعة الثماني الصناعية مسؤولة وحدها عن 50% من الانبعاثات الحرارية الخطيرة المسببة للظاهرة.
ووردت الإشارة في التقرير إلى أن أمريكا هي الدولة الوحيدة من بين الدول الصناعية التي لم تصدق على بروتوكول (كيوتو) الذي يقضي بوجوب العمل مباشرة لمواجهة هذا الخطر، وقد بدأ العمل به في السادس عشر من فبراير 2006م بعد أن صدقت عليه روسيا، ومن قبلها اليابان وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا، وقد توقّعت بعض الوكالات الضغط على الولايات المتحدة للتوقيع.
ويقول السير نيكولاس ستيرن المشرف على إعداد هذا التقرير المهم: التغيّرات المناخية سوف تكون ذات آثارٍ مدمرة على عملية التنمية الاقتصادية، وأشار إلى أنها ستكون ذات أضرارٍ بالغة على القارة الإفريقية التي تعاني أصلاً من الجفاف والفقر.
ونقول: إنه بلا شك تقرير مهم، وهو إنذار واضح للذين يحملون مسؤولية الإساءة إلى الكرة الأرضية بهذه الصورة الخطيرة التي يشير إليها التقرير. وما دام لرئيس الوزراء البريطاني علاقة بهذا الموضوع ولنائب الرئيس الأمريكي السابق (آل غور) كذلك، وما دام التقرير صادراً من وزارة الخزانة البريطانية، فإننا نوجه إليهم سؤالاً على حد معرفتنا المتواضعة فنقول:
ألا يعدّ هذا الخطر الداهم على الكرة الأرضية إرهاباً؟ أليس جديراً بالمواجهة الحقيقية الجادة بدلاً من مواجهة الأسر والأطفال والنساء في فلسطين والعراق وأفغانستان وغيرها من البلاد الإسلامية التي تعاني من الظلم والجور؟
أليست الأبخرة وسحب الدخان الكثيفة المنبعثة من أسلحتكم الفتّاكة في بلادنا الإسلامية المحتلّة سبباً مباشراً في هذه السخونة المناخية التي تحذرون من خطورتها؟ لقد ذكر تقريركم أن درجة حرارة الكرة الأرضية مرتفعة، ألا ترون أن ما تقومون به من قتل وتشريد وإحراق للمنازل والمزارع، وما يتصاعد من أبخرة سامة من طائراتكم وصواريخكم ودباباتكم وبارجاتكم وجميع الأسلحة الفتاكة (كيماوية وغير كيماوية) التي يقال إنكم تستخدمونها هو السبب المباشر في ارتفاع درجة كرتنا الأرضية المذعورة، وإصابتها بالصداع؟
لقد أشرتم إلى ضرورة الضغط على الولايات المتحدة الأمريكية للتوقيع على اتفاقية (كيوتو) ألا تخشون أن يكون (حق الفيتو) لكم بالمرصاد، كما هو الشأن بالنسبة إلى قضايانا؟ ألا ترون أن الضغط على ربيبتكم (دولة الصهيونية الغاشمة) لإيقاف قصفها المستمر على الأبرياء العزّل أصحاب الحق في بيت حانون يساهم في علاج مشكلة تصاعد الأبخرة الخطيرة؟
أسئلة نوجهها إليكم ببراءة كاملة، آملين أن تعذروا ضعفنا، وقلّة علمنا، ومعرفتنا بهذه المسائل العلمية الخطيرة التي تصل إلينا من خلالكم أنتم، إنني أظنّ أنَّ أهمَّ خطوة لإنقاذ الكرة الأرضية من صداعها وارتفاع درجة حرارتها أن تغادروا البلاد التي احتليتموها بالحديد والنار والدّمار، لأن الدخان الكثيف السامّ القاتل الذي يتصاعد من أسلحتكم التي نعرف بعضها ونجهل أكثرها هو السبب في زيادة سخونة المناخ، ومعنى ذلك أنكم - في هذه الحالة - سبب في شقاء كرتنا الأرضية ومن عليها.
بصوت طفل إفريقي واهنٍ يؤكد تقريركم أن الخطر من الأبخرة السامة سيزيد من مأساته نقول: كونوا أهل شجاعة معنوية وأعلنوا بكل وضوح وقوّة إنهاء الحروب على المستضعفين، فنحن متأكدون أن ذلك سيكون سبباً في القضاء على مشكلة سخونة المناخ وصُداع الأرض.
إشارة