| |
رجل في الذاكرة مي عبدالعزيز عبدالله السديري
|
|
قبل أكثر من عقد من الزمن عندما تلقيت خبر وفاة صديقتي الأميرة أمل بنت سعد بن فهد شقيقة الأمير عبدالله بن سعد- رحمه الله-، صدمت في خبر وفاتها المفاجىء ولم أصدق إلا حين اتصلت للتأكد حينها رد علي الأمير عبدالله بن سعد وأكد لي صحة الخبر فلم يكن أمامي إلا أن أذهب معزية في واحدة من أعز صديقاتي وأقربهم إلى قلبي وعقلي. لم تبتعد الأيام كثيراً إلا وتلقيت نبأ وفاة الأمير عبدالله بن سعد- رحمه الله- الرمز الخالد للأبد في قلوب الهلاليين، الأمير عبدالله بن سعد اجتهد كثيراً في خدمة الهلال وأخلص كثيرا في بناء الهلال الجديد، واستطاع أن يحقق أهدافه وأن يحول الهلال إلى قلعة للبطولات، ويتزعم الساحة الرياضية في بلادنا وفي دول الخليج. كان الهلال عقله وقلبه وروحه، وكان سموه يتمتع بفكر رياضي واع ومتطور فأعاد بناء هيكلة النادي الإدارية وساهم في تطوير الأجهزة الفنية والطبية واعتمد كثيراً على جيل الشباب في دعم الفريق الأول حتى صنع جيل الهلال الذهبي من اللاعبين المبدعين يتقدمهم الجنرال صالح النعيمة. أحدث المرحوم تطورا كبيرا وملحوظاً في نادي الهلال معتمدا على نواح علمية كانت إدارات الأندية تجهلها، وانعكس ذلك بشكل مباشر على تطور الرياضة في بلادنا وأثر في الحضور الجماهيري للمباريات خصوصا بعد أن سجل مؤشر البطولات أعلى أرقامه بل تجاوز الأمير عبدالله بن سعد حدود العناية بالأمور الفنية إلى الأدوار النفسية حتى إنه استطاع أن يبني جيلا من اللاعبين لا يعرفون اليأس بل إنهم يستطيعون أن يقلبوا المباراة على الخصم حتى وإن تقدم ومباراة الهلال والاتحاد الشهيرة 5-2 في الرياض أكبر دليل على صحة كلامي. استسلمت الأندية كلها لهذه النظرية وأصبح الزعيم عنيداً صعبا لا يهزم إلا نادرا، وتجاوز الأمر كذلك فأصبح غياب مجموعة من لاعبي الفريق لا يؤثر على أداء الفريق وإمكانية حصوله على البطولات طالما أن هناك البديل الجاهز. كانت تروي الأميرة أمل- رحمها لله الكثير- والكثير عن أخيها عبدالله بن سعد الذي عاش من أجل الهلال ومات من أجل الهلال كان يدفع للنادي الغالي والرخيص، وكان بإمكانه أن يكون من الأثرياء ومن أصحاب المال لكنه كان يحب الهلال. لقد صرف الأمير عبدالله بن سعد أكثر من سبعين مليون ريال على نادي الهلال، وكان لا يتأخر دائماً في حل أزمات النادي بالاتصال بأعضاء الشرف الداعمين وحسب معلوماتي المؤكدة كان يحب أن يلجأ- رحمه الله- كثيرأ لسمو الامير سعود بن بندر بن محمد- رحمه الله- في حل أزمات النادي الطارئة، حتى إن الأمير سعود بن بندر- رحمه الله- أعطى نادي الهلال في شهر واحد أكثر من ثمانية ملايين ريال لتغطية كثير من الالتزامات الطارئة. رحم الله الأمير عبدالله بن سعد ورحم الله الأمير سعود بن بندر بن محمد بن عبدالرحمن على ما قدماه للكيان الأزرق. خذلنا الحظ بالرغم من خروج منتخبنا السعودي للناشئين مهزوماً أمام المنتخب الياباني إلا أن المستوى الرفيع الذي قدمه يجعلنا مطمئنين على مستقبل كرة القدم في بلادنا. ولقد كان للحظ دور فعال في خروجنا وعدم تأهلنا، وهذه هي كرة القدم ولو كان الحظ منصفاً قليلاً لكسبنا المباراة، صدق من قال: إن الكرة أهداف وفي النهاية خرج منتخبنا لأنه لم يسجل تلك الفرص الكثيرة، ولأن القائم وقف مدافعاً عن اليابان خسرنا أيضاً للإهمال في الجانب الدفاعي في أهم فترات المباراة، وهذا بلاشك عائد لقلة الخبرة، ولكن في النهاية لدينا مواهب تستحق أن نعجب بها وهي قادمة بقوة متى ما وجدت الرعاية وابتعدت عن الغرور. أرقام مذهلة المتأمل للأرقام المخيفة في الوفيات والإصابات في حوادث المرور تجعلنا نشعر بأننا نعيش في حرب من هذه الوسيلة (السيارة) التي لم ولن نجيد التعامل معها طالما أن (ثقافة الوعي في التصرف في الأشياء معدومة) وهي امتداد لثقافة اللامبالاة التي يعيشها مجتمعنا في أغلب شؤون حياتنا. تحولت السيارة الفاخرة إلى هدية ثمينة للنجاح لدى الكثير من الآباء وتحولت السيارة وسيلة لممارسة الإزعاج والتهور على الطرقات فكانت النتيجة أرقاما مذهلة من الشباب الذين يموتون ويعاقون في هذه الحوادث. ولابدأن أشيد هنا بدور ومجهودات رجال المرور في الحد من هذه الحوادث بعدما يئسنا للأسف من وجود دور للأسرة والمدرسة في التوعية. أود من المسؤولين عن المرور زيادة ومضاعفة الدوريات المدنية بشكل كبير حتى تتمكن من ملاحقة ورصد كل من يتجاوز النظام ويشكل خطرا على الناس. maysay777@hotmail.com
|
|
|
| |
|