نهارات أخرى
مزحة الأسهم
فاطمة العتيبي

يدخل الزميل الأستاذ قينان الغامدي حلبة تحليل الأسهم.. ويقدم أكثر التفسيرات اقناعاً لما يحدث من تدهور قالت هيئة سوق المال بعد لأي وصمت إنها لا تجد له مبرراً أو تفسيراً.. إلا أن أبا عبدالله الطايفي المشهور بقينان بن عبدالله الغامدي قد تجاوز كل الأصوات التي تعلو وتضج وسط سقوط البسطاء وارتعاشات الحر والبرد التي تغزو أجسادهم وهم يرقبون أموالهم وأحلامهم تتدحرج هناك (فى دحديرا ) اختلف الناس حول نهايتها.. هل هي تنتهي إلى بطون الهوامير أم إلى هوة سحيقة مجهولة.. فخرج على القوم بصوته الأجش الذي نصحنا أبو الجعافر جعفر بن عباس بعدم سماعه والاكتفاء بقراءة ما يكتب.. لأن كلماته أصفى على الورق وأمتع.
خرج على الناس في صبيحة يوم مدلهم بالحيرة والدهشة والصمت الرهيب ونادى: يا قوم.. اسمعوا مني.. لا يبيعن الواحد منكم أسهمه ويولي الأدبار.. ويخرج من المولد بلا ثريد أو حمص ويدع رزقه ورزق عياله نهباً لبطون الهوامير.. يا قوم اسمعوا مني وأنا أجهلكم في الأسهم وليس لي فيها إلا أن يكون لأبي العتاهية والجاحظ فيها.. لكنني خمنت وقلَّما يخونني حدسي الذي يعرف بالفطرة الجنوبية العسل الأصلى من المغشوش.. أن هذا الذي يحدث في سوقكم هذه التي ذاع صيتها حتى فاقت سوق عكاظ أو تكاد وبلغت مرابحها حداً جعلكم تبيعون الغالى والرخيص من أجل الدخول فيها.. إن هذا الذي يحدث ليس إلا مزحة كبيرة أرادت من ورائها هيئة سوق المال أن (تشربكم ) مقلباً ضاحكاً تقول لكم بعدها.. بص وراك الكاميرا الخفية، وذلك تأسياً ببرامج المقالب الرمضانية التي حولت كل المصائب إلى مجرد مزح وأكل للضرب..!!
فهل يصدق تحليل الغامدي قينان الذي أسهبت في هوامشه وأضفت لمتنه المترادفات على طريقة النقول غير الأمينة التي انتشرت في عصرنا هذا ونحن لسنا بمنجاة منها وليغفر لنا أبو عبدالله فمثله يقدر ما يقتضيه المقام من زيادات تفرضها رزية الأسهم التي حلت بالبلاد وراح ضحيتها الكثير من العباد.. ولأن صدق أبي عبدالله في تحليله ليستحقن بعدها لقب هامور التحليلات وقناة فضائية وليس برنامجاً يومياً واقترح أن يكون اسمها (أمزح مع قينان) أو (التحليل بالمزح) على غرار (العلاج بالضحك)، أو (من عجائب سوق الأسهم).. وأرجو ألا تضيع حقوقي في ملكية أي من هذه الأسماء وإلا فإنني ساضطر للجوء إلى الجهات المختصة.. أما هذا الأخير فهو ليس من المزاح في شيء.. بل هو تهديد يعقبه تنفيذ!!