| |
لما هو آتً يقولون ما لا يُفهم لكنهم يعلمون...!! د. خيرية إبراهيم السقاف
|
|
في كثير حين أجلس إلى الأخبار وتحديداً عند الأزمات... يحلو لي متابعة المغزى الذي ترمي إليه كلمات المنبريين الذين نجدهم يقدمون في شكل واثق وسريع إلى المنصات الواقفة ثم يبدؤون في الهدر وكأنهم خلقوا مفوَّهين خطباء لا تعجزهم الكلمات ولا تقصر بهم معانيها... وكثيراً ما تساءلت حين يفاعة من أين لهم كل هذا الكلام؟ وأذهب للدعابة مع زميلاتي بأنَّ هذا عملنا فنحن نحاضر في اليوم بالساعات وندفق إلى عقولنا وذواكرنا كلَّ يوم بكؤوس من المعارف والكلمات ونموِّن هذا الرصيد لكي لا تتعثَّر بنا المركبة ونحن نتَّجه بها كلَّ يوم لمئات الرؤوس.. فإن كان الكلام صنعة المعلمين.. فهل هو صنعة السياسيين؟ حتى جاءت الحروب غير الخفيَّة وليست الصَّامتة وتيسَّرت لها وسائط الإعلام وبتنا ندخل في الحجرات المغلقة ونسمع ونرى من كان لعامة البشرية بعيد المنال قد غدا قاب لمحتين... فأدركت أن لغة (الرغي) هي أحد أسلحة التأثير والهيمنة والحرب... تمنيت لو كنت محللاً سياسياً.. لأحلل آخر عبارات تحدث بها وزير الدفاع الأمريكي في لحظة سقوطه عن منبر الخطابة.... فقد كان كالأطفال المتعثرين يلجج ويهرف... ويركب جملاً هي للناس لعبة ألغاز بينما هي رسالة واضحة لمن اخترع معه اللعبة التي كانت وحدها تدور في الخفاء وما لبثت المسرحية أن رفع عنها الستار...
|
|
|
| |
|