| |
أعمدة الإنارة.. رصاصات طائشة
|
|
* يوسف عبد الرحمن الشامخ: يتلقى المجتمع بكثرة وخلال فترات زمنية متقاربة خبر مصيبة من مصائب الدنيا متمثِّلة في فقد شاب أو أكثر على إثر أحد حوادث الاصطدام بأجسام ثابتة، التي تُعتبر حسب دراسة إدارة المرور الثانية من حيث العدد، وفي معظم هذه الحوادث نرى أن الجسم الثابت هو عمود الإنارة أو النخيل المغروس بين المسارين، وبكل أسف وحتى والمجتمع يعيش أوج المصيبة نسمع عن لوم السائق لافتراضية السرعة والتهور اللذين كان يقود مركبته بهما، قد يكون ذلك صحيحاً في بعض تلك الحوادث إلا أنه لا ينطبق على نسبه لا بأس بها منها. أظن والأمر متروك لأهل الاختصاص للبحث والدراسة أن السبب الرئيس وراء تلك الحوادث المؤلمة هو تصميم شوارعنا السريعة نوعاً ما.. مثل - والحديث هنا عن مدينة الرياض - طريق الملك عبدالله وطريق محمد بن سعود (مخرج 9) وغيرهما الكثير، إذ إن أعداد أعمدة الإنارة وقربها من مداخل ومخارج طرق الخدمة - والأهم من ذلك كله - الرصيف القصير جداً (باعتقادي على الأقل) عوامل رئيسة وأسباب مباشرة في كثرة هذا النوع من الحوادث القاتلة، وليس شرطاً أن تكون المركبة على سرعة عالية حتى تعانق أحد تلك الأعمدة إذ لا يتطلب الأمر أكثر من انزلاقه بسيطة وبسرعة لا تتجاوز الـ80 كم - ساعة حتى ترتطم المركبة وبقوة قاتلة بالعمود أو النخلة، علماً بأن السرعة النظامية في تلك الطرق أكثر من 80 كلم - ساعة مضافاً إليها عدم تمسك الكثير منا قبل الصغير بالسرعة النظامية أن تلك الأعمدة فعلاً رصاصات طائشة تتربص بمرتادي تلك الطرق على مدار الساعة كفى الله الجميع شرورها. وعلى الرغم من الإيمان بأن الهدف من التصميم الحالي هو لإعطاء صبغة جمالية لشوارعنا وطرقنا الرئيسة، إلا أنها وبكل أسى (تردع.. كذلك يظن البعض) وبشكل محزن ومأساوي من نفترض أو نؤمن بتهوره في القيادة، أهكذا نعاقب ومن غير قصد شاباً نحن نعلم قبل تسليمه مقود تلك المركبة بأنه في سن أحد أهم خصائصها الانفعال بشتى أسبابه المفرحة والاستعراضية والمغضبة. والرسالة هنا موجهة لأمانة مدينة الرياض وما يوازيها في المدن الأخرى وللإدارة العامة للمرور بأن يأخذوا هذا الموضوع على وجه السرعة وعلى محمل الجد.. ولا نشك في حرصهم على ذلك وعلى كل ما من شأنه سلامة شباب هذا المجتمع، والنظر في إمكانية رفع الأرصفة كتلك الفاصلة بين مساري طريق الملك فهد، المستخدمة في الأنفاق حيث إنها عامل مهم جداً لصدّ وحماية المركبة بعد حماية الله عز وجل من الاصطدام بالأعمدة أو الانتقال المفاجئ للمسار الآخر، والمقصود بذلك جميع أرصفة الطرق سواء تلك الفاصلة بين المسارات أو بين الطرق الرئيسة وطرق الخدمة.
|
|
|
| |
|