| |
السبت 30 من ذي الحجة 1392هـ - الموافق 3 فبراير 1973م - العدد (512) بأهداف أربعة ومستوى جيد قفز النصر إلى دائرة التنافس
|
|
تجاوز النصر الشباب وانطلق بعيداً ليحتل القاسم المشترك الأكبر في بطولة الوسطى لكأس ولي العهد المعظم إثر فوزه على الشباب بأربعة أهداف مقابل هدفين في مباراة أجزم أن أفضل ما يمكن أن يطلق عليها مباراة أهداف. إذ شهدنا ستة أهداف دفعة واحدة خلال التسعين دقيقة التي هي عمر المباراة من أفراد الفريقين. ومسألة ارتفاع رصيد الأهداف لدى مهاجمينا في كل الفرق ربما تؤكد ارتفاع مهاراتهم وبدء معرفتهم الطريق إلى المرمى.. أو أنها تؤكد العكس بكشف رهافة الخطوط الدفاعية واستعدادها لتحمل نتائج أفضل ولكنه على أي حال لا يستدعى التشاؤم ما دام أن معظم الأهداف يأتي بدرجة جيدة من القوة ومتانة الأداء الفني. مباراة الأمس أبرزت بشكل قاطع مدى الاستعداد النصراوي الذي استمر طويلاً.. وقدمه النصراويون أو جزء منه في مباراتهم هذه. كما أنها دللت وبشكل قاطع على نجاح التجربة الشبابية التي جاءت رغم عثراتها.. وعدم توفيقها باعثة على التفاؤل ومعززة القدرة الشبابية. وإن كان الشباب قد هزم أمس وبأخطاء برزت فإن تجربته وحدها كافية لكي نؤكد أنه انتصر بأداء الأفراد.. وبتناسق المجموعة.. وبقدرتها على فرض وجودها بالملعب كحقيقة داخل كل الأذهان.. صحيح أن أخطاء وقعت.. وصحيح أن فرصاً قد أهدرت.. نتيجة ندرة العطاء.. وحقيقة أن عوامل أسهمت بالهزيمة إلا أن ما قدمه الأفراد كان أكثر من رائع في وقت يمسحون خارطة الهجوم بلاعبين جدد.. وكذلك بعض الخطوط الأخرى والأهداف ليست مقياساً للمستويات وذلك كان الشباب يلعب بعيداً عن الأهداف.. عن معادلات التفوق والثقل. ولذا جاء عطاؤه على مر المباراة بنسبة تصاعدية لم يؤثر فيها سيل الأهداف بالشوط الثاني.. أو مرور الوقت سريعاً في انهاء المباراة. * ولقد وضح من الأداء الشبابي الذي ظهر في هذه المباراة بعض النقاط السلبية التي أسهمت في تقرير واقع النتيجة. فبالدرجة التي انتحر فيها سليمان المبيريك لاعب الهجوم الشبابي.. وقدم مستوى أكد فيه قدرته.. القيادية في الشوط الأول والثاني لم يجد من زملائه الباقين جهداً مركزاً يستثمر كل هجمات يحاول تصليحها وكل جهد يبذله. إذ أن المطيري - الصغير - بدا بجهد أقل مما هو متوقع.. وبدرجة من ضعف الأداء قللت من تفوق الهجوم الشباب وأراحت الظهر النصراوي بالشوط الأول. ومن ثم كان الخميس أيضاً في هجماته وتطلعاته يمتاز بخطورة محدودة جدا عزز هذه القناعة اضاعته للهدف المحقق بالشوط الأول. ويمكن القول إن الدرجاني كان أفضل المجموعة الهجومية بعد البيريك ولكن مع الفارق.. ولو توفر لهجوم الشباب لاعب بجانب المبيريك بالشوط الأول لأمكن أن تحقق نتيجة أفضل مما حصل. ولم أدر ما هي الفائدة من بقاء عبدالرحمن إبراهيم بالوسط وهو بقاء لم ينتبه له المدرب إلا متأخراً ولدى تقديمه في الهجوم بدا أكثر خطورة وفعالية.. وكذلك نزول الدليمي في الشوط الثاني. ولو واصل هجوم الشباب استخدامه الكرات القصيرة المتبادلة وحاول استخدام الغزو الجانبي لأمكن من تحقيق نتيجة مبكرة.. - كان الطبيعي جداً أن يحتل الوسط الدليمي والجمعة.. وأن يتقدم عبدالرحمن إبراهيم إلى الأمام ولكن الذي حدث إن عبدالرحمن بقي بالوسط.. وبقاؤه في هذه المنطقة قد يكون فعالاً لو كان هناك مهاجمون في مستوى جيد يعززون من إمكانيات الهجوم. ولم يكن الوسط هو الفاشل بقدر ما كان التشكيل نفسه الذي طغى على بعض مناطق الفريق كان هو الفاشل. إذ كان المفروض تعزيز قدرة الهجوم وتدعيمه منذ منتصف الشوط الأول بعد ما لوحظ فشل بعض عناصره وحاجة الفريق إلى لمسات تغيير تعيد للمجموعة التماسك والخطورة. تجربة عمر كوسة كانت مشجعة في الشوط الأول بالذات على إبقائه واستمراره.. وإن كان عطاؤه في الشوط الثاني لم يكن بنفس الدرجة.. تبعاً لمستوى خط الدفاع الذي أسهم بشكل فعال في ارتفاع رصيد الأهداف المضادة.. سواء ما كان من تحسين أو من راشد.. حيث اعتمد الأول على المطيري الذي بدا وحده يحاول ويغطي أخطاء زملائه في غياب جهد تحسين المعتاد وتألقه.. ولكنه كان يحتاج إلى خفة أكثر ليتفادى بعض الغلطات التي وقع بها.. وشارك عبدالله آل الشيخ بنسبة 40% من الأهداف.. إذا كان في انفراد اللعب به في الشوط الثاني في وضع لا يمكنه أن يعترض المهاجم.. فكان من الأولى أن يرتمي أرضاً على الكرة بدلاً من أن يتصرف حيالها كمدافع.. وكذلك وقوفه في الهدف الرابع بتمركز غير مدروس. * مثل الشباب عبد الله آل الشيخ - وفي خط الظهر المطيري - الكبير - وتحسين وراشد الجمعان وكوسه - ولم يحدث على خذا التشكيل أي تغيير. وفي خط الوسط: إبراهيم جمعة - وعبد الرحمن إبراهيم وحل محله - الدليمي. وفي الهجوم بن خميس والدرجاني أجنجة والمطيري الصغير وسليمان المبيريك. لعب النصر بتشكيل جوهر في حراسة المرمى وبن صليح وسعود أبوحيدر في متوسط الدفاع ولعب ناصر الجوهر ظهيراً أيمن والقباع ظهيراً أيسر. وفي الوسط سعد الجوهر وخالد التركي وفي الهجوم محمد سعد والدنيني - وابو عيد - ومن ثم خرج ليلعب الشبيكي - ويعقوب مرسال - كما حل رقم - 10 - محله. وبالطبع هذه الخارطة النصراوية التي عرفناها سابقاً طرأ عليها تغيير في الصليح الذي عاد إلى مركزه بينما حل القباع محل عيد الصغير - الذي لم يلعب - ومن ثم كان نزول الشبيكي في الأخير. * ولقد ظهر بوضوح خلال اللقاء التفوق النصراوي الواضح والثقة التي لعب بها الأفراد النصراويون مباراة الأمس دون أن يؤثر فيهم الهدفان.. أو حتى تلك اللعبات الخطرة من جانب الشباب. وبدأ محمد سعد كمفتاح أصيل لنتائج النصر إذ حقق ثلاثة أهداف كان الأول منها رائعاً جداً وظهر الدنيني بكراته الخطرة رغم ندرة مجهوده في تحرك دائم لتحديد المكان الذي منه تنطلق الكرة إلى مسارها الصحيح.. ولقد كان أبوعيد في مستوى متحرك بين الانخفاض والارتفاع ولدى خروجه ودخول الشبيكي لم يكن بديله قد أعطى الفرصة الكاملة لكي نرى مدى إجادته غير أن هذه المباراة بالطبع ليست كافية للحكم عليه وأن كانت ألعابه جيدة.. وتحركاته مدروسه.. ولقد أرهق يعقوب بتحركه مجموعة الظهر الشبابية وكان جيداً في استغلاله الكثير من النقاط ليشغلهم بمحمد سعد. ظهر خالد التركي أكثر تألقاً.. وتحركاً كلاعب وسط قضى على أكثر الوجود لوسط الشباب.. وتعاون وسعد الجوهر في قفل المنطقة واستثمرا جهود محمد سعد بالذات.. وتحريكه كلاعب مكسب.. بينما كانا في بعض فترات المباراة يواجهان ارهاقاً إثر تثليث الوسط من الجانب الشبابي.. ولكنهما كانا يتجاوزانه بسرعة الأداء.. ولعب الكرات السريعة التي ارهقت الوسط المضاد. - ولقد عززت عودة الصليح الظهر النصراوي بما يملكه من ثقة.. وتفاهم مع أبي حيدر. ولكن ابن صليح أوضح في عطائه أنه يحتاج إلى بعض الوقت ليجدد فورمته اللياقية حتى يمكنه أن يعود إلى مستواه تماماً وإن كان أبو حيدر.. قد أراحه بما قدمه من مستوى ومساندة إيجابية لخط الوسط.. وتقهقر في الأوقات المناسبة إلى الخلف ليعزز صمود الظهر.. ولقد عاد أبوحيدر في الشوط الثاني ولدى تصاعد خطورة الهجوم الشبابي إلى صرب طوق محكم على تحركات المبيريك والحد منها.. ولقد وفق في غالب محاولاته رغم تألق المبيريك وتنقله المستمر. وبرز ظهير النصر بشكل أقصر مما كان متوقعاً ربما كان للقباع عذره على اعتبار أن موقعه الطبيعي الذي يجد راحة نفسية فيه هو قلب الدفاع.. ولذا. بدا يحاول الانحراف إلى الداخل بشكل تلقائي.. وغير مقصود ولكن ناصر الجوهر أظهر تفوقاً بمتابعته أمام وإن كان هذا قد جاء على حساب تغطيته لمنطقته.. وتلاؤمه مع المجموعة. * جوهر رغم بعض أخطائه خاصة في الهدف الأول لارتمائه الخاطئ إلا أنه أجاد كثيراً بالشوط الأول في ارتمائه وفدائيته التي خلصت الفريق من معضلة أهداف ثلاثة كانت قد تؤدي إلى قلب الموازين لو حدثت. * حقق أهداف النصر الثلاثة محمد سعد أما الهدف الرابع فقد حقق من الناحية اليسرى إثر دربكة على المرمى كان أجمل الأهداف على الأطلاق.. الهدف الأول الذي حققه محمد سعد لفريقه إذ كان الكرة سريعة ومن الدنيني بالعرض ليسكنها السعد برأسه هدفا رائعاً. أما أجمل الطلعات فكانت طلعة الهدف الثاني للشباب والتي جاء منها الهدف حيث تناقلت الكرة الأقدام حتى وصلت نقطة الخطر ومنها سكنت الشباك.
|
|
|
| |
|