| |
الإثنين 20 ذو القعدة 1392هـ - الموافق25 ديسمبر 1972م - العدد (485) دبابيس
|
|
أيها القراء - إن كان هناك قراء! - سأبلغكم بأمر جلل.. و(مصيبة) كبيرة.. وخسارة.. وأي خسارة.. لعلكم الآن في شوق لمعرفتها.. حسناً.. انها انقطاعي عنكم بضعة أسابيع.. (والعوض على الله) وكان الله في عونكم فلن أستطيع أن أطل (أويق) عليكم بين الفينة والأخرى.. وعلى فكرة (الفينة) تعني باللغة العامية الدقيق المستورد (بتاع برا).. وقلت (بضعة أسابيع) لتكون المدة مبهمة وقابلة للتمديد نتيجة الكسل.. و(التنبلة) الذي ينتابني أحياناً.. ويمكن إحضار تقرير طبي مزيف اذا لزم الأمر. والسبب (أجاركم الله) اني سأسأفر في مهمة - ليست للقمر بالتأكيد - وبذا لن أستطيع المرور من شارع الناصرية والاستمتاع بسماع (هدير) آلات الطباعة وتسليم (صرة الدبابيس) ل(الفراش).. أما البريد فمن يضمن أنه سيتكرم بإيصال الدبابيس ربما لانها ثقيلة - في الوزن - وليست ثقيلة دم - في رأيي على الأقل - فقد مرت على تجارب مريرة مع البريد - هداه الله - كما مرت وتمر على غيري.. رسالة أرسلتها لمكتبة المثنى ببغداد فلم تصل ورسالة أرسلت لي من مجلة العربي فلم تصل وكتب أرسلت لي أيضاً من بيروت فلم تصل.. و(اللهم لا حوالينا. ولا علينا) وإضافة إلى ما أسلفت فاني سأكون مشغولا بالاعداد من الآن للضحايا (الأضحية) للوالدين - غفر الله لهما - وتصليح (القفر) وهو القديد وأرجو الا تتقدم الفاء على القاف (أعوذ بالله) وهذا التصليح يشمل تشريح اللحم مثل (السرح) وتعليقه في حبال أو في (المسطاح)!! أو في حبال الخيمة! أو رصه بالأحجار حتى يجف ثم وضعه في (خياش) وطبخه بعد ذلك مع (المرقوق) و(الجريش) كما كان يفعل أجدادنا حين كانوا لايذوقون اللحم ألا في ايام عيد الاضحى.. وسأكون مشغولاً ايضا بترتيب الميزانية لتتحمل قيمة الاضحية فحساب الواردات والمنصرفات (ضروري) أو (ضرورياً) بالنسبة لمحدودي الدخل (الغلابا).. وان كانوا (يزعمون) انهم أكثر راحة و(رغدا) من (الآخرين).. (تف عليك حامضة) طبعا تعرفون - أو بعضكم - ماذا يعني هذا المثل الشعبي الصميم.. والسلام عليكم.
أخوكم - محمد الحمدان
|
|
|
| |
|