يفتقر إلى خدمات أمانة العروس
حي (عنيكش) خليط من الجنسيات ومخالفي الإقامة

* جدة - صلاح مخارش:
وصف بأنه من أرقى الأحياء العشوائية و(الفوضوية) بمدينة جدة؛ لأنه يقع في وسط المدينة ويجاور أحياء مهمة كالستين وغرناطة والمكرونة!!.
(عنيكش) الحي الشهير في جدة وسكانه هم من الطبقتين الفقيرة والمتوسطة.. وللوهلة الأولى تجد مبانيه سكنية ضخمة من الخارج، تحوي محالا تجارية وشركات ومكاتب ومطاعم.. ولكن من الداخل (حدث ولا حرج)، أي ينطبق على الحي المثل القائل (من برا هالله هالله ومن جوه يعلم الله).
(الجزيرة) ذات صباح دخلت إلى الحي وتجولت فيه وخرجت بالآتي:
في البداية بحثنا عن عمدة الحي، وعندما سألنا السكان وجدنا أنه لا أحد يعرف مكان ذلك (العمدة)!!.
مشينا قليلا في اتجاه الغرب من جهة شارع الستين، وجدنا عمارة في طور البناء ولكن يظهر أن صاحبها توقف عند شكل هيكل لظرف ما؛ لذلك أصبحت استراحة لنوم العمال أسفلها وتحت ظلها من شمس الظهيرة الحارقة!!.
واصلنا المسير داخل الحي لنجد صناديق (القمامة) متناثرة هنا وهناك، وهذا مؤشر جيد، على أن البلدية تزور هذا الحي وتهتم به كغيره من أحياء جدة ولكن المؤشر غير الجيد هو أن أغلب هذه الصناديق يصعد إلى داخلها أطفال يحملون بعض الأغراض ويضعونها في عربات متحركة ويتجهون بها إلى مكان ما، وإن كان أغلب اهتمام هؤلاء الأطفال هو علب المشروبات الغازية التي يقال إنهم يحصلون عليها من صناديق (القمامة) ثم يبيعونها بالكيلو!!.
والطريف والغريب أيضا أننا وجدنا بين تلك الصناديق أشخاصا من كبار السن وجنسياتهم من أواسط آسيا يقومون بجمع (الكراتين) الفارغة، فسرنا خلف أحدهم الذي كان يدفعها بعربة ضخمة ووجدناه متجها إلى أحد المنازل الذي يظهر في سقفه وسطحه كم كبير من هذه الكراتين يقال أيضا إنها تباع بالكيلو!!.
الفوضى في داخل الحي واضحة للعيان بدءا من الكتابة على الجدران حيث لا تجد أي جدار إلا وعليه عبارات مختلفة وبألوان مختلفة.
عبدالله عثمان أحد سكان الحي كان يتابعنا ونحن نصور، سألناه عن الحي فقال (جميل وبسيط وشعبي). سألناه عن أغلب سكان الحي فقال هم من البنغال. وعندما قلنا له هل يوجد في الحي مراكز صحية؟ قال: مركز صحي واحد ومستوصف خاص.
عياش حيدر (75 عاما) من سكان الحي منذ 25 عاما سألناه عن أهم معاناة سكان الحي قال: أمور كثيرة ولكن أهمها انقطاع المياه المتواصل. وأشار إلى وجود بعض العمال ومنذ فترة يقومون وعبر وايتات صغيرة ببيع المياه على أنها مياه صحية، ويقومون بهذا العمل على مرأى من الجميع، حيث يعبون الوايت من خارج الحي ويبيعونه ماء صحيا للشرب!!.
من جهته قال عوض إسماعيل من سكان الحي إن العمال المتخلفين ينتشرون بكثرة هنا ولا يحملون معهم أي أوراق نظاميه ويعملون في بيع وترويج بعض الممنوعات، كما أن الكثير من العمائر هنا يسكنها الخادمات المتخلفات ومنها يتم تصديرهن إلى الكثير من الأماكن في جدة!!.
ولأن الحي يقطن فيه الكثير من المتخلفين الذين يقومون بأعمال مخالفة للأنظمة فإن السلطات الأمنية واضعة في اعتبارها وتحت منظارها هذا الحي؛ لذلك فقد شهد الحي خلال الأشهر الأخيرة مداهمات عدة من الجوازات والشرطة تم خلالها القبض على العديد من المتخلفين والمخالفين لأنظمة البلاد.
السلطات الأمنية وحسب تأكيد أحد أصحاب المكاتب العقارية في الحي تحرص دائما على التأكيد على عدم إيواء أو إسكان المخالفين في منازل هذا الحي إلا بعد التأكد من الأوراق الثبوتية والرسمية.
صاحب المكتب العقاري أكد من جهته أيضا أن الإيجارات بهذا الحي هي بين المتوسطة والمنخفضة، بل هي في المنازل الشعبية في الحي منخفضة ومناسبة لأصحاب الدخل المحدود. وأكد أيضا أن أغلب الباحثين عن السكن في هذه المنطقة هم من المقيمين خاصة من جنسيات وسط آسيا ووسط وشرق إفريقيا.
من الجولة
- حي عنيكش بحاجة إلى متابعة وتواجد للدوريات الأمنية على مدار الساعة.
- انقطاع المياه عن منازل عدة في الحي أصبح مشكلة أزلية خاصة في فصل الصيف، وهذا الانقطاع أدى ببعض ضعاف النفوس إلى إحضار وايتات صغيرة معبأة من أحياء مجاورة وبيع المياه على السكان وكأنها مياه صحية.
- الحي بحاجة إلى متابعة من قبل أمانة مدينة جدة والتعامل مع المخالفات فيه بكل حزم وجدية خاصة في جانب النظافة وبناء أدوار إضافية في بعض المنازل والعمائر الصغيرة، كذلك المطاعم ومحلات بيع اللحوم في الحي بحاجة إلى جولات متكررة من الأمانة للتأكد من نظافتها وصلاحيتها.
- ينقص الحي وجود حدائق أو ملاعب ترفيه للأطفال.