| |
الليزر.. ذلك الضوء الذي غيّر قوانين ومفاهيم طب الجلد (1 - 2) كيف تحول طبيب الجلد من طبيب المراهم والكريمات إلى طبيب أدق التقنيات؟ د. أحمد محمد العيسى (*)
|
|
لقد كان استخدام الليزر في معالجة بعض الأمراض الجلدية قبل 45 سنة بمثابة شرارة أشعلت هذا التقدم، غير أن عيوب الليزر (القديم) ومضاعفاته أخرت هذا التقدم لثلاثين سنة قبل أن يتم تدارك إصلاح بعض من هذه العيوب ليبدأ تطبيق الليزر (الجديد) منذ أقل من عقدين في علاج الأمراض الجلدية. قد يتساءل المتسائلون: ما هو الليزر؟ كيف يعمل؟ وما هو التقدم الذي ندعيه؟ إن الليزر عبارة عن ضوء كضوء المصباح الكهربائي الذي نستخدمه في منازلنا مع فروق معينة، فقوة ضوء الليزر تفوق قوة ضوء المصباح بملايين المرات. وبينما يتميز المصباح الكهربائي بكل أطياف الضوء، تنحصر موجة الضوء في الليزر بطول معين. وأخيرا ينتشر ضوء المصباح في كل الاتجاهات بينما نرى انتشاره في حالة الليزر في اتجاه معين بحيث يمكن تسليطه على نقطة معينة دون غيرها. لتبسيط ما ذكرنا من نقاط فيزيائية غير مفهومة نقول إن بإمكانية الليزر الحديث تسليط قوة هائلة من الطاقة على نسيج معين مولدا حرارة عالية قاتلة لهذا النسيج؛ ما يؤدي إلى إتلافه، وفي الوقت نفسه لا يتم الإضرار بالأنسجة المجاورة، أي أن إصابة ضوء الليزر للنسيج المراد معالجته تكون انتقائية دون التأثير بالأنسجة المحيطة، وهذا هو السر في تقدم الليزر في السنين الماضية. يمكننا الآن مثلا استخدام الليزر لإغلاق أوعية دموية جلدية متوسعة كما يحدث في بعض الوحمات الدموية مع الحفاظ في الوقت نفسه على تلون الجلد الطبيعي أو بصيلات الشعر المتواجدة فيه، وهي ميزة أدت إلى معالجة مزيد من الأمراض الجلدية بعدما تمكنت شركات تصنيع الليزر من الوصول بتكنولوجيا الليزر إلى مستوى غير مسبوق. * ماذا يعالج الليزر؟ - لقد توسعت استخدامات الليزر في الأمراض الجلدية، بحيث غطت معظم الأمراض الجلدية، وأهم استخداماته الحالية هي: 1. معالجة الوحمات الدموية، وتوسع شعيرات الجلد الدموية: لقد كانت الوحمة الدموية من نوع PORTWINE STAIN أول الأمراض الجلدية التي عولجت بالليزر منذ 45 سنة. ولا بد أن مرضى هذه الوحمة الذين عولجوا بالليزر هم الأكثر تقديرا لمثل هذه التكنولوجيا التي ساعدتهم للخلاص من التشوه التجميلي الذي تسببه هذه الوحمات. وهناك أيضا أمراض جلدية أخرى مثل وردية الوجه التي تتظاهر بتوسع في شعيرات الجلد، وهي أيضا تعالج بالليزر، ويستخدم نفس جهاز معالجة الأوعية الدموية أيضا لمعالجة الثآليل الفيروسية حيث يعطي نتائج إيجابية عالية وبأضرار أقل للجلد من وسائل المعالجة الأخرى. 2. إزالة الشعر الزائد: يظهر الشعر الزائد في بعض الفتيات والسيدات نتيجة لعامل الوراثة أو لخلل هورموني أو كليهما، إضافة إلى تأثير بعض العقاقير الطبية وبعض المستحضرات الموضعية التي قد تنشط نمو بصيلات الشعر. تتم إزالة الشعر وقتيا باستخدام الشمع أو الخيط وآليات أخرى، وهي كلها معاناة متكررة على مدى الشهور والسنين. أما الإزالة بالتحليل الكهربائي فقد كانت تتم باستخدام الإبرة الموصولة بتيار كهربائي ضعيف، مستهدفا حرق بصيلات الشعر واحدة تلو الأخرى؛ ما كان يستلزم وقتا طويلا ومعاناة مؤلمة إضافة إلى عودة نسبة كبيرة من الشعر فيما بعد. * باستخدام الليزر وبعدد جلسات معدودة يتم التخلص تدريجيا من الشعرالزائد.. فلماذا العديد من الجلسات؟ - يؤثر ضوء الليزر فقط على بصيلات الشعر في أولى مراحل نموها المتكرر، أي حين تكثر فيها المادة الصباغية التي تدعى (الميلانين) والتي تشكل الهدف المثالي لضوء الليزر، وحينما تقل المادة الصباغية في مراحل نمو الشعرة النهائية يقل معها تأثير الليزر على بصيلة الشعرة؛ ما يستدعي الانتظار لفترة محددة لحين ازدياد صبغة الميلانين في البصيلة مرة أخرى. أما في حالة الشعر الأبيض فإن انعدام المادة الصباغية يسبب انعدام تأثير الليزر على بصيلة الشعر، وعدم استفادة المريض في هذه الحالة. في الأسبوع القادم سنتابع التحدث عن الاستخدامات الأخرى لليزر.
* استشاري أمراض طب وجراحة الجلد والعلاج بالليزر
|
|
|
| |
|