| |
أمين عام مؤسسة الرياض الخيرية للعلوم... الثنيان لـ(الجزيرة ): ماضون في تبني مشاريع جديدة وجامعة الأمير سلطان مفخرة لنا وللوطن كله
|
|
* الرياض - أحمد عبد الودود: أوضح عضو مجلس الشورى وأمين عام مؤسسة الرياض الخيرية للعلوم، المشرفة على جامعة الأمير سلطان الدكتور عبدالعزيز بن عبدالرحمن الثنيان أن المؤسسة لم تتوقف عند إنشاء الجامعة ولكنها ماضية في تأسيس مشاريع أخرى ورعايتها، مشيراً إلى أن برنامجاً جديداً استحدثته المؤسسة، أطلق عليه (برنامج الأمير سلمان للمنح التعليمية). وأكد الثنيان أن مؤسسة الرياض ليست منزعجة من قلة انتشار اسمها طالما أن مشاريعها تتحدث عنها، قائلاً: (الذين عرفوا جامعة الأمير سلطان سيعرفون حتماً أنها تابعة لمؤسسة الرياض للعلوم، وكذلك الحال بالنسبة إلى واحة الأمير سلمان). واعتبر قصور ثقافة دعم المشاريع التعليمية من جانب رجال المال والأعمال في المملكة مسألة تحتاج إلى توعية، إذ لا يزال البعض يقتصر بذله على كفالة الأيتام والتصدق على المساكين. لكنه اعتبر المزعج حقاً هو (أن ترى بعض أغنياء وطنك يتقربون إلى جامعات أجنبية بتبرعاتهم السخية ثم يغفلون مثيلاتها في وطنهم)! وفي ما يلي حوار (الجزيرة) معه: * كنتم أميناً عاماً لمؤسسة الرياض الخيرية للعلوم منذ أن تم إنشاؤها قبل ثماني سنين، فما هي الفكرة التي انطلقتْ منها؟ - في البداية تحسن الإشارة إلى التعريف بما هي (مؤسسة الرياض الخيرية للعلوم) فهي مؤسسة تعنى ببناء الإنسان علمياً وفكرياً في منطقتها، من خلال البرامج والمشاريع التعليمية المختلفة، وحسب علمي فإنها المؤسسة الخيرية الوحيدة في منطقة الرياض التي تنهض بهذه المهمة، فهنالك العديد من المنشآت الخيرية في مجالات البر ورعاية الأيتام والفقراء، لكن في المجال العلمي والفكري لا نعرف جهة تقوم بنفس دور المؤسسة، والتي يرأس مجلس إدارتها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض -حفظه الله. وللإجابة على سؤالك فإن المؤسسة أتت فكرة إنشائها لغاية، هي الإشراف على جامعة الأمير سلطان التي تعد أول مشروع للمؤسسة، بعد أن أسسها أهالي الرياض بمناسبة عودة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد ووزير الدفاع والطيران، من رحلته العلاجية خارج المملكة قبل نحو تسعة أعوام، إذ كان لا بد من مؤسسة أهلية ترعى شئون الجامعة التي في ذلك الحين (كلية) وليدة، وها هي اليوم جامعة الأمير سلطان بحمد الله مفخرة للمؤسسة وللرياض وللوطن كله. * وكيف كانت مراحل البدء الأولى في إنشاء الجامعة؟ - الجامعة كيان يتطلب إنشاؤه جهداً ووقتاً، وكانت البداية بالتقدم إلى وزارة التعليم العالي بطلب الترخيص لمؤسسة غير ربحية في حقل التعليم العالي يرأس مجلس إدارتها أمير منطقة الرياض، فجاءت الموافقة، ثم بدأ العمل بإنشاء كلية واحدة للبنين، انتظم فيها (32) طالباً، وتتابعت بعد ذلك الخطوات، واليوم تضم الجامعة ثلاث كليات، اثنتان للبنين، وواحدة للبنات، تضم كل واحدة منها مجموعة من الأقسام التي يحتاجها سوق العمل. * مع ذلك، هل المؤسسة توقفت عند إنشاء الجامعة وحسب؟ - كما سبق، الجامعة أنشئت على مراحل، ولا نزال في متابعة مراحل أخرى جديدة، مثل إنشاء مشروع المدينة الجامعية، لكننا على الرغم من ذلك لم نتوقف عند هذا الحد، إذ تبنت المؤسسة مشروع (واحة الأمير سلمان للعلوم)، وهو عبارة عن مركز للعلوم والتقنية، يعنى بنشر الثقافة العلمية بين الناشئة بواسطة الترفيه، قطع أشواطاً جيدة، ولدى المؤسسة برنامج جديد باسم (برنامج الأمير سلمان للمنح التعليمية). * الكثيرون ربما يعرفون عن مشاريع المؤسسة أكثر مما يعرفون عنها... لماذا؟ - المؤسسة ومشاريعها كل لا يتجزأ، فالذين عرفوا جامعة الأمير سلطان، سيعرفون حتماً أنها تابعة لمؤسسة الرياض الخيرية للعلوم، وكذلك الحال بالنسبة إلى واحة الأمير سلمان وغير ذلك من المشروعات الآتية إن شاء الله، أضف إلى ذلك أن هناك قناعة قد تكون خاطئة ولكنها موجودة هي أننا نقيس نجاحنا بحديث مشاريعنا عنا، وليس بحجم حديثنا عن أنفسنا. * هل للمؤسسة مشروعات استثمارية لتمويل مشاريعها وأنشطتها ذاتياً، أم أنها تعتمد فقط على التبرعات؟ - لا شك أن المؤسسة خيرية، فهي تتلقى الدعم من رجال المال والأعمال في وطننا، وهي تقوم بتنمية تلك الأموال واستثمارها، لتنهض بتشغيل مشاريعها، ومعلوم أن كل مشاريع المؤسسة خيرية، بمعنى أنها لا تستهدف الربح، فأعضاء مجلس الإدارة متطوعون لا يأخذون مرتبات ولا ينتظرون أرباحاً، وكل ما يزيد عن الموازنة التشغيلية يتم صرفه على تطوير الجامعة وكلياتها وأقسامها. * جرت العادة على أن الناس يستجيبون أكثر للمشروعات الخيرية المرتبطة بالمآسي الإنسانية مثل إطعام الفقراء وكفالة الأيتام، فكيف ترون تفاعل المجتمع مع نشاطكم المختلف؟ - كما تفضلت المجتمع اعتاد على صرف صدقاته وزكواته وأمواله على المؤسسات التي تطعم الجوعي وتكفل الأيتام، في ظل نقص في ثقافة الدعم التطوعي السائدة في دول العالم المتقدم، والتي كانت وراء إنشاء معظم الصروح العلمية في أميركا وأوروبا، فالتعليم الأهلي - غير الربحي - على سبيل المثال في أميركا سبق الحكومي، والذي يموله رجال أعمال ومواطنين أميركيين، والواقع أن محدودية هذا النوع من الثقافة في مجتمعنا يعد أحد مصادر التحدي لنا في مؤسسة الرياض الخيرية للعلوم، فالدعم الذي نتلقاه من رجال أعمالنا لا يرتقي لمستوى تطلعاتنا، فضلاً عن أن يرقى إلى درجة ما أفاء الله من الفضل على أبناء وطننا. وبما أنك أثرت هذه النقطة فإن المزعج حقاً أن ترى بعض أغنياء وطنك يتقربون إلى جامعات أجنبية بتبرعاتهم السخية ثم يغفلون مثيلاتها في وطنهم، فهناك متبرعون للجامعة الأمريكية بملايين لم يتبرعوا لجامعتنا ولا لأخواتها في أرجاء وطننا بريال واحد! وهذا خلل يحتاج إلى توعية. * ولكن هناك من قد يرى أنه في ظل إنفاق الدولة السخي على التعليم، لا حاجة للإنفاق عليه من جانب الأثرياء؟! - كما سبق أن قلنا، حتى في البلدان الصناعية والغنية جداً لا يستغني المجتمع عن دعم رجال الأعمال للتعليم غير الربحي، والاستثمار في التعليم، لأن الحكومة مهما كانت غنية وسخية في الإنفاق على هذا القطاع ستظل هنالك ثغرات تحتاج إلى من يسدها، ولم نعلم دولة واحدة أغنى فيها التعليم الحكومي عن الأهلي، وسنة الحياة تقتضي أنه في كل المجتمعات توجد طبقات متفاوتة في إمكاناتها المادية، ولا ينبغي أن يحرم غير القادرين من التعليم الجيد لأنهم لا يملكون ثمنه، وبالتالي فإن الحاجة لن تزول إلى دعم أثرياء الوطن لكل قطاعات وطنهم، وأهمها التعليم.
|
|
|
| |
|