أصدر الكاتب سعد بن محمد الموينع كتاباً بعنوان (أبرز الشعراء في الشعر العراقي الحديث.. دراسة أدبية) في (324) صفحة من القطع الحديث.
وقدّم للكتاب الأستاذ إبراهيم بن عبدالرحمن المفدى استعرض بتقديمه محتويات الكتاب واستشهد بشعر الشعراء فكان كتاباً إلى كتاب (حوالي 20 صفحة) والكتاب هو عرض وسيرة ذاتية لأربعة عشر شاعراً عراقياً هم: محمد مهدي الجواهري، محمد صالح بحر العلوم، محمد رضا الشبيبي، عبدالمحسن الكاظمي، معروف الرصافي، جميل صدقي الزهاوي، أحمد الصافي النجفي محمد مهدي البصير، بدر شاكر السياب، يوسف عزالدين، عبدالرزاق عبدالواحد، عبدالوهاب البياتي، يحيى عباس عبود السماوي، بلند الحيدري وأسماؤهم مثبتة على الغلاف الأخير للكتاب.
وبعد تقديم المفدى كتب المؤلف مقدمته ذكر فيها تميز الشعر العراقي الحديث وأنه يذكر بالشعر الأموي والعباسي وذكر من تميزه صفات الجزالة ووجود المحسنات البديعية، وأوضح أن الأحداث السياسية التي مرت على العراق ساهمت في توجه الشعراء العراقيين محل البحث، وبين أن لنهري دجلة والفرات أثراً كبيراً في شعر العراقيين، وذكر شاهداً على ذلك قول الجواهري:
يا دجلة الخير يا نبعاً أفارقه |
على الكراهة بين الحين والحين |
وفي الفرات:
وللفرات نهضة
مشهودة لا تجحد
وقال المؤلف إن الشعر العراقي تأثر بالآداب الإنجليزية والفرنسية، وتنقل بين الشعر التقليدي والشعر الحر وذكر عدداً من الشعراء لكل صنف.
وقال إن الشعر العراقي تأثر بالمدينة الحديثة وتصارع الشعراء بين المحافظة على القيم الإسلامية من بعض ومحاربتها من بعض آخر كالحجاب مثلاً.
وذكر من السلبيات التي أثرت على الشعر العراقي المدح والاستعمار.
وختم بقوله إنه لم يكتف بالسرد، بل وقف موقف الحكم مبيناً وجهة نظره مع نقد المعتقدات الفاسدة والأفكار الضالة لدى بعض الشعر وإن خالفت وجهات نظر أخرى بحسب قول شوقي:
اختلاف الرأي لا يفسدُ للودّ قضيّة
وقد تباينت صفحات عرض الشعراء وتفاوتت ما بين 50 صفحة وبين 10 صفحات أرخ فيها لحياة الشعراء ووفياتهم ومواهبهم الشعرية ورحلاتهم وأغراض شعرهم مكثراً الأمثلة الشعرية التي تميز كتابه وتجمله وتبعده عن النقاد الذين يدرسون الشعراء تجريدياً ويملأون الكتب بآرائهم ودراساتهم دونما أمثلة شعرية توضح المقصود مما يكتبون وتثبته في القراء.
وأثبت المؤلف الموينع مع كل قصيدة وزنها العروضي (بحرها الخليلي) وهذا نفتقده هذه الأيام. بل نفقده وهذا يفيد دارسي العروض حيث الكتب الدراسية محدودة النماذج، ويفيد الهواة لينموّا مواهبهم الشعرية.
وختم بخاتمة من صفحة وسطرين حمد الله على ما يسره من هذه الدراسة وبين أن هدفه منها إيضاح بعض الحقائق متبرئاً من أي تحزب لفكر أو اتجاه محدد أو محاربة مذهب أو الانتصار لرأي وإنما هدفه - كما قال - إظهار الحق.
ولا يفوتني القول بجمال غلاف الكتاب الهادئة بين الأبيض والأصفر والبني والبيج تحليه الريشة التي كان يكتب بها والآن لا تنسب إلا للرسامين فيقولون اللوحة بريشة فلان.
والكتاب مودع في مكتبة الملك فهد برقم 5176/ 1427 ردمك 3-517 - 56 - 9960 وجميع الحقوق محفوظة (لم يكتب لمن - لعلها محفوظة للمؤلف).
|