| |
إسرائيل تحاول تهويد التعليم الفلسطيني في القدس بإغراء المعلمين واستقبال الطلبة في مدارسها
|
|
* القدس المحتلة - مراسلة الجزيرة: حذرت أوساط أكاديمية فلسطينية تعيش في مدينة القدس المحتلة من انهيار المؤسسة التعليمية الفلسطينية في المدينة المقدسة وسقوطها بين فكي سياسة التهويد الإسرائيلية والتي زادت خطورة مع استمرار إضراب المعلمين الفلسطينيين عن التدريس في هذه المدارس, ما دفع بالعديد من أولياء أمور الطلبة إلى نقل أبنائهم إلى مدارس تابعة لوزارة المعارف الإسرائيلية ولمدارس يديرها جهاز التعليم الإسرائيلي التابع لبلدية الاحتلال في القدس المحتلة. وكشف هذه المعلومات الخطيرة، محمد صوان، رئيس الاتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين، الذي أكد أن البلدية الإسرائيلية للقدس مؤخرا قامت بمحاولات لدى العديد من المدارس في المدينة المقدسة لبسط سيطرتها وهيمنتها عليها من خلال عروض مالية قدمت لإداراتها ولمعلميها للانتقال والعمل تحت إشرافها, فيما جرت محاولات لاستقطاب بعض المعلمين من ذوي الكفاءة والخبرة لترك وظائفهم في جهاز التعليم الفلسطيني والعمل في جهاز التعليم التابع للبلدية في مقابل رواتب عالية.ويضيف صوان: (لم تكن عروض البلدية وحدها الخطر الذي بات يهدد المدارس الفلسطينية في القدس بالانهيار بل انتقال أعداد كبيرة من الطلبة أما لمدارس البلدية أو لمدارس خاصة وأهلية ما يعني إغلاق حتى لو انتظمت الدراسة فيها لاحقا). واستنادا لمعطيات وصلت إلى (مكتب الجزيرة) من الاتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين فإن جهات الإشراف على المدارس في مدينة القدس المحتلة تتوزع على الأوقاف الإسلامية، وكالة الغوث الدولية، والمؤسسات الدينية الإسلامية والمسيحية ولجان الزكاة والجمعيات الخيرية والأفراد المستثمرين، حيث تشرف الأوقاف على (37 مدرسة) يدرس فيها (11796طالبا وطالبة) , فيما تشرف وكالة الغوث على (6 مدارس) يدرس فيها (3548 طالبا وطالبة)، بينما تشرف المؤسسات الدينية الإسلامية والمسيحية ولجان الزكاة والجمعيات الخيرية على (41 مدرسة) يدرس فيها (13251 طالبا وطالبة)، في حين تشرف البلدية الإسرائيلية على (43 مدرسة) يدرس فيها نحو (50 ألف طالب وطالبة).. ووفقا لتك المعطيات فإن إجمالي عدد المعلمين في هذه المدارس مجتمعة يصل إلى (4431 معلما ومعلمة). ووفقا لمصادر (الجزيرة) تواجه مدارس الأوقاف في القدس المحتلة أزمة انعدام وجود أبنية خاصة بهذه المدارس بل أن كل ما هو قائم عبارة عن بيوت سكنية غير مؤهلة لاستيعاب الطلاب بأعداد كبيرة، وتزدحم صفوفها بأعداد ضخمة من الطلاب، وتفتقر إلى الساحات والملاعب، ونصف هذه المباني مستأجرة وتزيد إيجاراتها عن 600 ألف دولار سنويا.. كما يبلغ معدل الكثافة الصفية فيها 90 سنتمتر مربع، وفي بعض المدارس يقل عن نصف متر مربع للطالب الواحد .. وتفتقر الكثير من المدارس إلى وجود مكتبات أو مختبرات علوم وحاسوب إما لضيق المكان أو لعدم توافر الإمكانيات.. كما تعاني من نقص حاد في التخصصات الأساسية مثل اللغة الإنجليزية، الرياضيات، والفيزياء. وقد تسبب جدار الفصل العنصري والحواجز العسكرية الإسرائيلية حول مدينة القدس المحتلة إلى منع المعلمين من حملة بطاقة الضفة الغربية من الالتحاق بأماكن عملهم في مدارس المدينة المقدسة ما ساهم في تفريغها من كادرها المؤهل.ويقدر الاتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين احتياجات قطاع التعليم في القدس المحتلة حتى يمكنه النهوض بمسؤولياته بنحو عشرة ملايين دولار لتغطي إيجارات المباني ورواتب المعلمين، وتحديث المدارس القائمة وجعلها صالحة للاستخدام لمواصلة العملية التعليمية في مدينة القدس التي تكتسب أهمية كبيرة.. ولتدارك انهيار هذه المدارس في القدس أو التسبب بإغلاقها بادر أولياء أمور العديد من الطلبة إلى تشكيل لجان خاصة في كل مدرسة وقامت هذه اللجان بوضع خطط طوارئ لتسيير عمل المدارس بما في ذلك دفع مبالغ رمزية للمعلمين من خلال تبرعات جمعت من أولياء أمور الطلبة. وأفادت لجنة أولياء الأمور في هذه المدارس، إن هذه اللجان ستواصل إسناد المعلم ومساعدته على القيام بمهامه إلى أن تحل جذريا مشكلة الرواتب وذلك لإنقاذ العملية التعليمية في مدارس القدس ومنع انهيار هذه المدارس. وكانت نقابة الموظفين الحكوميين الفلسطينية قد أعلنت مؤخرا عن البدء في سلسلة إجراءات تصعيدية من شأنها وقف جميع أشكال التسهيل على صعيد إجراءات إضراب الموظفين والمعلمين وإلغاء التسهيلات في الدوائر الحكومية حتى تسديد رواتبهم، إلا أن مراقبين وأكاديميين قالوا ل(الجزيرة): إنه بعد شهرين من إضراب المعلمين الفلسطينيين لم تسقط الحكومة الفلسطينية التي تقودها حركة حماس بل سقط أولادنا في المدارس.
|
|
|
| |
|