| |
رقص الأقحوانة دراما محلية.. صفر على الشمال محمد يحيى القحطاني
|
|
أَعجبُ كثيراً من حالِ الدراما في المملكة ونَتَاجها السنوي الذي لا يتجاوز في (أفضلِ) حالاته (إنتاجاً) عدد أصابع اليد الواحدة.. ورغمَ أنَّ في المملكة ما يزيد عن 1200 شركة إنتاج إلا أننا وعلى أرضِ (الواقع) لا نلمسُ تحرك سوى شركاتٍ قليلةٍ جداً هي الأُخرى لا تتجاوز بعددها أصابعَ أيدينا.. يقولونَ لدينا أَزمة نصٍ وسيناريو وفنانون وفنيون، وأقولُ لهم هذا كلامٌ نرده عليكم بل إننا نملكُ ما سبقَ وباستطاعتنا (التصدير) بل إن ما نحنُ فيه هو أزمة (دراما) وأَزمة (مبادرة) وأزمة (ثقة) وأزمة (صدقٍ) وأزمة (إحساس) وأزمة (غِيرة) وأزمات وأزمات.. نحنُ في المملكة (فنياً) نعيشُ في (ورطة) عدم وجود شركة من بين الألف وتزيد تتصدى لعمل تذهلُ به الداخلَ والخارج وتُحرِّكنا (على الأقل) خطوتين للأمام بَدَلاً من مراوحتنا بين طاشين وأعمال تتناثر (بخجلٍ) هنا وهناك كل رمضان ثم نغط في سبات شتوي وصيفي. قبل شهرين كان حَال تلك المجموعة البسيطة من الشركات (العاملة) ماكينةً لا تهدأ ما بين بروفات وتصوير وسفرٍ هُنا وهناك.. واليومَ أُغلقت أبواب الشركة على أمل العودة بعد عشرة أشهر من الآن (بتعميدٍ) وانتظروهم ساعتها حين يعلنونَ أنَّ مسلسلهم سيقلبُ الموازينَ وسيشار له بالبنان وهو في الحقيقة مجرد (جَعجعةٍ) للفت الانتباه. ولو التفتنا يميناً أو يساراً وحتى شَمَالاً لرأينا بأم (الحقيقة) ما يفعلُ الآخرون من أعمالٍ تستحق الشّكر والتقدير ولا عَجَبَ أن يتجه أغلب (السعوديين) بعيونهم للأعمال (الشقيقة) في ظل ما يجدونه من ظلمٍ (تراخٍ) وتقاعس من الدراما المحلية التي غدت أشبه ما تكون بالمريض الذي لا يُرجى برؤه. مخجلة (حقيقة) هي مسلسلاتنا ولا أستثني أحداً فكلُّ ما شاهدناه في رمضان لم يرتق لحثَّنا على المتابعة المستمرة فيما كانت وما زالت الدراما (الشقيقة) تسحب البساطَ من تحت أقدام بني (جنسيتنا) ولم نعد نقفُ إلا على (الرمضاء). أتمنى ألا تقولوا بأنني (ظَلمتُ) أحداً ولكنها الحقيقة التي لا يمكن أن نغفل عنها ولست مستعداً للمشاركة في هذه (الجريمة) في حق الدراما السعودية التي (تئنّ) تحت وطأة مجموعة لم يقدروها حق قدرها وجعلوها تحتلُ مراكز متقدمة في وقوفها الطويل على هامش الآخرين وكأننا لا نملكُ شيئاً من مقومات الآخرين والحقيقة تقول إننا نملك ما لا يملكون وهي ليست (عنصرية) بقدر ما هي (حقيقة) وواقع نلمسه جميعاً.. سأتوقف الآن عن الكتابة وستذكرون كلامي هذا جيداً بعد عامٍ واثنين وعشرة إن لم تحدث (معجزة).
Fm248@hotmail.com |
|
|
| |
|