| |
خمسة أيام في ماليزيا
|
|
من أجمل كتب الرحلات كتاب صغير عنوانه: (خمسة أيام في ماليزيا) للأديب عبد العزيز الرفاعي رحمه الله. وقد قال في كوالالمبور عاصمة ماليزيا: إنها مدينة خفيفة الظل.. تقع داخل حديقة كبيرة غناء هي الطبيعة الماليزية؛ حيث يشيع الخصب والنماء في كل مكان، وتطل عليك الأشجار والحشائش والأزهار من كل صوب.. تسح السماء دائماً بالمطر، فإن لم يكن مطر فرذاذ يسير.. المهم أن الماء ينهمر باستمرار.. وأشجار النارجيل تطالعك دائماً بقاماتها الفارعة المديدة أينما توجّهت. والنارجيل شجرة الجنس الملايوي.. إن النارجيلة في تلك المنطقة كالنخلة للعربي.. في النارجيلة ماء للظمآن، وزيت للطعام ولأغراض أخرى كثيرة.. ومبشور النارجيلة يدخل بعض ألوان الطعام نفسه وفي الحلوى.. وغلاف النارجيلة يصير ماعوناً.. مغرافاً.. آنية.. وله ألف استعمال وألف فن. الفندق الجميل المطلّ على الشارع ممتلئ هدوءاً، والشارع نفسه يغصّ بالهدوء وإن كانت السيارات غادية رائحة في زحام هادئ لا يثير ضجيجاً فلا تسمع صوتاً لأي منبّه. فهؤلاء عرفوا النظام واحترموه ورحموا أعصاب الناس، فهل تدرّب هؤلاء الشرقيون على الهدوء أو الهدوء ذاته يجري في دمائهم؟! كان الطريق إلى بياننج كأي طريق آخر في ماليزيا مفروشاً بالسندس الأخضر في حراسة أشجار عالقة من المطاط والقصب والخيزران والفوفل والنارجيل وشتى أشجار الفاكهة. كانت الحشائش الخضراء تملأ حفافي الدرب وكأنما كانت تقتتل على الظهور! لم نشعر بالثمانين ميلاً التي قطعناها في الطريق.. كانت الجنة تحفّ بنا عن يمين وشمال.. كانت قطوفها الدانية تدعونا أحياناً فنترجل من سيارتنا لنشتري أشياء من الفواكه العجيبة نتسلّى بها في الطريق إلى جانب شعر مرافقنا اللطيف. وأخيراً وصلنا إلى المدينة، وكان الساحل يشبه إلى حدّ كبير شاطئ برايتون في بريطانيا.. كانت المتنزهات والاستراحات الجميلة تترامى على الشاطئ.. وكانت هناك نوادٍ جميلة حيث كان البحر يدعو السياح إلى أحضانه. واهتدينا إلى مقر إقامتنا وتناولنا الغداء على مقربة من البحر في مطعم أنيق اختلط به ألوان من البشر.
|
|
|
| |
|