| |
لما هو آت د. خيرية إبراهيم السقاف
|
|
هما... والمطر.......... بي بهجة طافية مذ باغتنا المطر في لحظة سلام كنت ألقيه على جدة ومكة والأحبة فيهما... عيناها كانتا مخضبتين بالمطر.... ثمة أسئلة حائرة فيهما... كلما هممت بالرحيل... كلما اكتظتا به... تكاد بيديها أن تلمني ومن معي... تكاد أن تحيل قلبها لمأوى تأخذنا إليه فلا نتركها أبداً.... يباغتني المطر كلما تحشرجت في بلعومي مئات الكلمات.... لكنها مفرَّدة لا يجمعها الشجن... *** المطر رسول اللقاء وحادي الوداع.. لي معه في كل عام موعد صيد.... ورحلة استكشاف... كلَّما جئتهم غمرنا سيل من مطر... لا نكاد نستلهم لحظة في وجودنا معاً دون الحنين للقاء أبدي... وكلَّما هممنا للمغادرة غمرنا وابلٌ منه... لا نكاد نستشرف لحظة الوداع دون التّشبث بالبقاء... رائعة بوارق المطر بين عيني وعيونهم.... بيت الأهل بوتقة حب لا يعرف غير ندوة المطر.... عيون الأهل أنهار لا تجف بحلول المطر.... رحلة صيد لمشاعر لم تعد بين البشر... صفو وداد تكاد الحياة في إيقاعها أن تبخل به وتشح بمثله... رحلة استكشاف... لتعود النفس كلما داهمها كدر؛ لأن ترحل لهذه القلوب التي كالصفحة البيضاء لم يعرها شيء منه.... *** هذا الصباح داهمتني تباشير المطر... عبثت برحيق الحنين في صدري... والنافذة تطل على سماء غائمة رطبة عاجية مرمرية برائحة المطر... ونسائم الرياض تبوح بالهدوء والطيب ومغازلة الفرح..... يتحول مكتبي لساحة عرس لزخات البهجة ونبض الوهج.... *** فيما هم هناك حيث تركتهم.... يباركون برحمة المطر وجهاً من نوال امتدت به يد الله للأرض: (فمرحباً بالرحمة) وأهلاً بالمطر.... *** عيناها لا تزالان تنهمران بالمطر... تمر بالأماكن تتلمس الرذاذ.... تلامس البقايا... وعند الآثار ينهمر منها المطر.... *** ثمة حنين جارف لعينيها جاءت به نفحات النسائم الباردة تعبئ بها الرياض النفوس... وتلهمنا شوق المطر.... وهو هناك في ركنه الصامت يرفع كفيه وعلى خديه ينهمر المطر....
|
|
|
| |
|