| |
سلام أحلى من حليب المصاغير فوزية الشدادي الحربي*
|
|
سلام وتقدير واحترام لكل القائمين على هذا المهرجان الكبير، وعلى رأسهم صاحب الفضل الأول بهذه الفكرة الرائدة صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالعزيز - أمدَّ الله في عمره -. يقول علم النفس إن الأجيال التي غير مرتبطة بجذور وغير فخورة بمن سبقوها هي أجيال هشة سهلة الانقياد للآخرين، وهذا ما يُفسِّر اهتمام الشعوب بالمحافظة على مواريثها، التي يراها الآخرون بعيدة عن حياتنا العصرية، فالإبل كانت مرتبطة بحياة الأهل ارتباطاً قوياً ويعتمدون عليها بشكل كبير في حياتهم اليومية، بل أصبحت محل مباهاة بينهم، طبيعي أن يكون ذلك فهي مصدر الرزق ووسيلة التنقل، أما الآن فهي هواية يعشقها البعض والبعض الآخر يعتبرها ثروة. إن محبي التراث عاشوا عيداً مختلفاً عن كل الأعياد، حيث توافدوا من كل مناطق المملكة المترامية الأطراف، كانت مشاركة وانسجاماً بين الشباب والأطفال والشيوخ تعرَّفوا على كل ما يتعلَّق بالإبل وأسمائها وأشكالها وطبائعها وهناك الكثير من أشكال الفنون الشعبية.. شعر ومعروضات تراثية ورماية وأمسيات متنوعة. بذلك تكون المزايين ذهبت لأبعد من كونها عرضاً لأكبر تجمُّع من الإبل، وهو التقارب والتعارف بين الأجيال والتقارب بين القبائل وتشجيع التواصل بينهم وهذا بدوره له قيمة عظيمة إذا ما نظرنا أصلاً لمفهوم الوحدة والتواصل ولا أظن أن القائمين على هذا المهرجان غافلون عن ذلك. نستطيع القول إن هذا المهرجان طار من بين أرجاء الجنادرية وسط الرياض إلى خبة النقع بمنطقة القصيم، ولا نعرف أين سيكون العام القادم والذي يليه متأكدين من أنه حقق فكرة أن ينتقل الاحتفاء بالتراث إلى جميع أراضي المملكة. نفتخر بكل من عمل منذ ستة أشهر ماضية لتكوين لجان وتنظيم وإعداد ليظهر بهذا الشكل المشرف والناجح، وأقول ناجح إذا حسبنا عدد الحاضرين له من كل مكان وعزمهم للعودة له في نهاية الأسبوع، وهذا ما يطمح القائمون على هذا المهرجان له، الذين سعوا فيه بجد وإخلاص لإيصال أصدائه عبر الصحف والإعلانات المتنوعة وموقع متجدد على الإنترنت. ونختم بالشكر لصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالعزيز وننتظر الأعوام القادمة - بإذن الله - وبشوق لمزايين إبل قبائل المملكة الحبيبة.
*قاصة وصحفية
|
|
|
| |
|