| |
نوافذ الوفد أميمة الخميس
|
|
قد لا تنسجم الطروحات الإعلامية التي تقدمها قناة الجزيرة التي تبث من قطر، مع التحركات السياسية والدبلوماسية هناك، فجوقة (القومجية) الذين يهيمنون على قناة الجزيرة والذين دأبوا الاصطياد في الماء العكر، وتوزيع تهم العمالة ذات اليمين والشمال، هل سينامون قريري العين والوفد الإسرائيلي الذي حضر بدعوة رسمية إلى قطر يشاركهم نفس المدينة. بالطبع أعرف بأننا في العام (2006) وقد تلاشت واندثرت معظم شعارات الرفض والمقاطعة والمقاومة التي كان العرب قد تبنوها ضد إسرائيل في الستينات والسبعينات من القرن الماضي، بل إن عدة دول عربية من دول المواجهة قد دخلت في صلح سياسي مع إسرائيل نفسها، وصل إلى مراحل متقدمة من التطبيع انتهاءً بتبادل السفارات والسفراء، وباتت قضية الصلح مع إسرائيل تقدم دوماً على أجندة جميع مؤتمرات القمة العربية. ولكن بالنسبة لقطر ترتفع هنا عدد من علامات الاستفهام والأسئلة: - قطر لا تحقق أي مكسب سياسي أو حتى إستراتيجي من خلال هرولتها للسلام مع إسرائيل، على حين أن عملية السلام كانت تقوم دوماً على المفاوضات الهادفة إلى تحقيق بعض المكاسب السياسية أو الإستراتيجية، مثل الأرض مقابل السلام، لكن في حالة قطر كل ما هناك هو جلب للأضواء حولها، ومحاولة استقطاب الصخب الإعلامي وإرضاء لإطراف معينة قوية وفاعلة في المنطقة. - السياسة (البرجماتية) التي تتبعها قطر في هذا المجال، تخرج تماماً عن الإجماع العربي، فلم يمض سوى أشهر قليلة على دك إسرائيل لعاصمة عربية (بيروت) وتسويتها بالأرض، بالشكل الذي نسف جميع معاهدات السلام التي كانت قائمة بينها وبين العرب، ورفع العديد من علامات الاستفهام عن جدوى عملية السلام مع الكيان الصهيوني الذي يستهين بالعرب ومعاهدتهم أيضاً بشكل مستفزٍ ومتعجرف. - حينما تحاول قطر الحصول على دور إيجابي وفاعل في المنطقة، لا بد أن يتم هذا بالتنسيق مع دول المنطقة المعنية بقضايا الصراع العربي الإسرائيلي أو على الأقل دول الجوار، لكن قطر دأبت على الخروج عن الإجماع العربي والتحلل من جميع الالتزامات في هذا المجال.. ولعل رفضها التصويت للمرشح الأردني في الأمم المتحدة مؤخراً يندرج في نفس هذا السياق، الذي لا نجد له تفسيراً سوى محاولة البروز واستقطاب الأضواء بمعزل عن الإجماع العربي. لا أدري كيف ستتناول قناة الجزيرة هذه الزيارة رفيعة المستوى من الوفد الإسرائيلي؟.. وكيف سيفسرها ويحللها جوقة القومجية هناك الذين اختاروا دوماً التغريد خارج السرب؟.. ولكن يبقى ذلك النمط السياسي العجيب الذي تتبعه قطر مثاراً للعديد من علامات الاستفهام.
|
|
|
| |
|