| |
هذرلوجيا الأديب وحال (أبي العوف) سليمان الفليح
|
|
* و(أبو العوف) هذا دويبة ناحلة قافزة من نوع الجنادب - أو هي - جندب ضعيف بالكاد أن (ينط) مثل سائر الجنادب. لذلك يضرب أهل البادية المثل بسوء الحال بقولهم حال فلان حال أبي العوف. وقد استخدم هذا المثل أسير عراقي إبان الحرب العراقية الإيرانية لينقل حالة الأسرى العراقيين إلى أهلهم إذ قال من خلال الإذاعة الإيرانية الناطقة بالعراقية: (أنا الأسير فلان الفلاني أسلم على أهلي وأقربائي وعشيرتي وإنني هنا أنا وزملائي في ضيافة الإمام الخ5ميني لا ينقصنا شيء. وإننا - والحمد لله - (حالنا حال أبي العوف!!) وذلك لكي يبين لأهله سوء حاله. وحالة الأسير هذا تشبه تماماً حالة الأديب في بلادنا العربية بشكل عام وبدرجة أفضل قليلاً حال الأديب الخليجي الذي على الأقل يجد لقمة الخبز وإن مات بعضهم تعففاً خيراً من ذل السؤال، وهذا أيضاً يشبه حال (العيس في البيداء التي يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول) وذلك لأن الأديب يتحمل هموم مجتمعه ويحملها على ظهره بينما تذهب خيرات جوائز بلاده للآخرين، أو هو بمعنى أدق وهو في هذه الحالة يعيش حالة (عين عذاري) التي تسقي البعيد وتترك القريب. أما عين عذاري وإن اختلفت روافدها فهي العديد من الجوائز الخليجية الضخمة التي تذهب دوماً وفي أغلب الحالات إلى أدباء من خارج المنطقة والذين اعتادوا على (ملاحقة) لجان هذه الجوائز بل ومدّ (حبائل) العلاقات الشخصية نحوهم للحصول على بغيتهم. في الوقت الذي يخجل الأديب الخليجي أن يعرض نفسه ونتاجه على مثل تلك اللجان التي يجب عليها أن تلاحق نتاج الكاتب لا أن يلاحقها الكاتب وكأنما هو يستجديها، كما أنه من المحزن حقاً أن بعض الحاصلين على مثل تلك الجوائز لا يحترمون مصدرها وإن كانوا يحترمون (نقودها) ولعل ما حصل بالنسبة إلى جائزة العويس الإماراتية خير مثال لهذا (الجحود) والذي قام به شاعر عربي شهير (!!). وجائزة العويس ليست هي الجائزة الخليجية الوحيدة التي تذهب إلى غير أبناء الخليج فمثلها جائزة البابطين وجائزة سعاد الصباح وجائزة شرحبيل. أما جائزة الملك فيصل العالمية فقد ذهبت إلى علماء كبار ومفكرين يستحقونها عن جدارة ورفعت هذه الجائزة سمعة المملكة على النطاق الثقافي عالياً في المحافل الدولية وقد أسندها في السنوات الأخيرة صاحب السمو الملكي الأمير والشاعر المبدع خالد الفيصل بمنتدى الفكر العربي الذي حقق هو الآخر مردوداً إعلامياً رائعا انعكس إيجابياً على احترام المنجز السعودي الثقافي الفكري، بل وعلى احترام العقل السعودي والإنسان السعودي بشكل عام، وإن كنا نطمح أن يخصص القائمون على هذه الجائزة جزءاً منها للإبداع السعودي والخليجي بشكل منفرد لاسيما فيما يخص الشعر والرواية والقصة والفن التشكيلي. نقول هذا ونحن نلحظ تسابقاً في منطقة الخليج على تقديم جوائز ضخمة ومجزية تخص الأعمال الثقافية والإبداعية. فدولة قطر مثلاً أعلنت هذه السنة عن جائزة للرواية العربية قيمتها ثلاثة ملايين دولار. ودولة الإمارات أعلنت في هذه السنة أيضاً عن جائزة للكتاب قيمتها سبعة ملايين دولار، ودولة الكويت وزعت جوائز الدولة مؤخراً على مجموعة من مبدعيها ومن ضمنهم روائية مبتدئة تنشر عملها الأول اسمها (بثينة العيسى). وهذا الأمر يجعلنا نتساءل هنا: لماذا لا تعيد وزارة الثقافة جائزة الدولة ولماذا لا يتقدم بعض رجال الأعمال بتبني جائزة تخص الإبداع المحلي ذلك هو السؤال؟!.
|
|
|
| |
|