| |
الإبل ومزاينها (2) محمد بن عبد الله الطويان
|
|
ومزاين الإبل التي تصدرت اهتمامات الناس بكل شرائحهم من مهتمين ومتابعين ومبهورين بما يقدم في هذه المهرجانات من فعاليات ممتازة، تتنقل بين الرياضة ممثلة في السباقات إلى الاقتصاد من صالات المزادات اليومية وانتهاءً بالبرامج الثقافية التي تحيي المساء شعراً ونثراً. وإبداع رجال قبيلة حرب في تقديم مهرجان متكامل زاده روعة اختيار المكان والزمان يجبرنا على التوقف عنده لنسجل كلمة إعجاب وتقدير للقائمين على هذا المهرجان، إذ يتقدمهم سعادة اللواء متقاعد عبدالله بن دليم البدراني.. ذلكم الرجل الذي كرس جهده ووقته على مدى ثلاثة أشهر مضت يخطط ويرسم حتى تبلورت لديه توليفة منسجمة من الرجال الأكفاء الذين قدموا عطاءاتهم وأفكارهم لخدمة هذا المهرجان. ومن خلف هؤلاء رجال كرام أعطوا بسخاء وقدموا الغالي والنفيس في سبيل إنجاح هذه التظاهرة المحببة إلى نفوسنا جميعاً، ووصلت عطاءاتهم إلى خمسة ملايين قدموها بأنفس راضية لخدمة مواقع المهرجان لكي يكون لائقاً بضيوف المهرجان ولتحفيز المشاركين في المزاين ليكون التنافس الشريف على أشده. ولا غرو في ذلك، فالشيء من معدنه لا يستغرب وتعدد مهرجانات المزاين ظاهرة صحية ولا شك وتنم على اتساع شعبيتها وقربها إلى أبناء الوطن جميعهم، وهو الأمر الذي بات فيه تدخل هيئة السياحة ضرورياً لتنفيذها أو الإشراف المباشر عليها على أقل تقدير لكي لا ينفلت الزمام ويكون التنظيم حقاً شرعياً لكل من أراد التنظيم من هيئات أو أفراد قد لا تملك أدوات النجاح كما هو الحال مع قبيلة حرب، أو ما أقيم قبلها من مزاين لقبائل قحطان ومطير والملقا وغيرها من المهرجانات التي حققت نجاحات باهرة. ما أرمي إليه هنا أن تكون لهيئة السياحة بصمة على هذه المهرجانات بإكسابها طابع الرسمية، وذلك بإعلانها عن مهرجانات موسمية في مناطق المملكة في أوقات الربيع في المنطقة الوسطى والمناطق الشمالية، وفي موسم الصيف في الطائف والمناطق الجنوبية وهكذا، وتوكل المهمة للمهتمين في هذا المجال ليقوموا بتنظيمها تحت إشراف الهيئة العليا للسياحة لتكون هذه المهرجانات ضمن برامج السياحة وتكون نواة للمهرجان الرسمي لمزاين الإبل في أم رقيبة الذي ينظمه ويشرف عليه رائد مسابقة مزاين الإبل صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالعزيز، بحيث يتأهل أبطال مزاين الإبل في المناطق الأخرى من الأصناف الأربعة تأهلاً آلياً إلى مهرجان أم رقيبة، وهي مع الأذواد التي سبق أن فازت أو شاركت بمهرجانات سابقة في أم رقيبة مخولة بدخول هذا السباق المهم الذي يكتسب أهميته من وجود كأسين؛ الأول للمؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل فيصل طيب الله ثراه، والآخر لملك الإنسانية عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - فضلاً عن رعايته والإشراف عليه من لدن صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالعزيز حفظه الله. هي فكرة آمل أن تأخذ بها هيئة السياحة لتعميم انتشار مهرجانات مزاين الإبل وتنقلها من مدينة إلى أخرى ومن منطقة إلى مثلها مع احتساب روعة الجو وأفضلية زمان إقامة المهرجان، وليكون العام القادم 1428هـ بداية الانطلاقة الفعلية لهذه المهرجانات المنظمة التي أجزم بأنها لو أقرت لحققت نجاحات كبيرة ولتم تمويلها من قبل كبريات الشركات المهمة في بلادنا التي يهمها دعم كل توجهات قيادتنا الحكيمة وبالذات قطاع السياحة. وقد تكون لنا عودة أخرى حول مزاين الإبل لنتحدث عن مزاداتها في عدد قادم بمشيئة الله تعالى.
المدير الإقليمي لجريدة الجزيرة بالقصيم
|
|
|
| |
|