| |
الجمعة 23 رمضان 1393هـ - الموافق 19 أكتوبر 1973م - العدد 734 معركتنا في الميزان بعد دخول البترول في المعركة كيف سيستطيع العدو إنقاذ روحه المنهارة؟
|
|
الرجل الصامت .. خرج عن صمته يوم أمس وللمرة الثانية .. خلال اسبوعين .. ليعلن ضربة قاصمة أخرى لقوى العدوان. في المرة الأولى، أعلن عن الاشتراك الفعلي للقوات المقاتلة السعودية على الجبهة السورية .. بالإضافة الى القوات المرابطة على خط طويل بين العدو وبين الأردن .. تنتظر ان تحين الفرصة لكي تؤدي الخطة العربية العامة لكي تؤدي دورها بإخلاص وإيمان .. ولقد شكّل وصول القوات السعودية الى الجبهة السورية، دفعا قويا لتلك الجبهة تمثل في عدة أمور: أ- رفعت الروح المعنوية لدى المقاتلين العرب الذين شعروا ان هناك إخواناً لهم يقاتلون الى جانبهم يتمتعون بشجاعة الأوائل الذين خرجوا من الجزيرة، كي يهدوا العالم الى طريق الحق. ب- شعرت الكثير من الدول الصديقة للمملكة، بدخولها المباشر في الحرب، فوقفت الى جانبها وبالتالي كانت الوقفة الى جانب الدول العربية لأخرى المقاتلة على تلك الجبهة، مما شكل تعزيزا سياسيا للموقف العربي، تمثل في قطع الكثير من الدول لعلاقاتها مع الصهاينة. ج - وقع الكثيرون .. ممن تربطهم بالمملكة علائق اقتصادية في إحراجات بسبب مواقفهم المعدّة مسبقاً إلى جانب الصهاينة .. مما حدا بهؤلاء إلى التراجع والتعقل محافظة على المصالح الخاصة التي تربطها بالدول العربية .. وكان هذا نصراً محققاً للسياسة السعودية ودعماً للجبهات المقاتلة .. وحصاراً اقتصادياً على جبهة الأعداء. * * في المرة الثانية وأمس بالذات صدر القرار بتخفيض البترول عن الدول المساندة للعدو، وبالذات أمريكا، بنسبة 10% وهو أكثر بخمسة في المائة من الحد الذي وضعه المجتمعون البتروليون في الكويت، يوم أمس الأول. والتهديد بقطع البترول عن أمريكا كليا إذا هي ظلت على موقفها المساند للعدو، ولم تنجح المحاولات السياسية التي يقوم بها السيد عمر السقاف، وزير الدولة للشؤون الخارجية هذه الأيام. ولقد كان لهذا القرار، وبصورته الحالية عدة ميزات: أ- انه كان قرارا متعقلا .. حريصا على مصلحة الأمة غير متهور .. كي يقطع الحبل مرة واحدة، ولا يعود بعدها مجال لكسب أمريكا الى جانبنا بتحديها المباشر .. أو إيقافها على جانب الحياد على الأقل. ب - ان العرب جادون وعلى رأسهم المملكة، في استغلال مواردهم الطبيعية من اجل معركتهم العادلة التي يخوضونها من اجل تحرير الأرض والكرامة. وانهم معذورون إذا اتخذوا قرارا حاسما، بعد فشل المساعي الهادئة والتي تهدف إلى المصلحة الخاصة والعامة منها، التي تعود على البلدان المعنية نفسها، وعلى العالم بشكل عام. ج - ان هذا القرار تجسيد لروح الوحدة المؤمنة التي بدأت في المنطقة العربية وتبنتها المملكة .. هذه الوحدة التي تمثلت في تماذج النماء الطاهرة على جبهات القتال. كما تمثلت في وحدة الآراء والتفاهم واللقاءات المجيدة والنافعة للأمة. د- ان هذا القرار يؤكد ثقتنا المطلقة بالله وبأنفسنا وبأننا نملك زمام أنفسنا. لا تؤثر علينا أية علاقة مهما كان نوعها خاصة إذا كان لهذه العلاقة تأثير سيئ على المبادئ والمثل التي اعتنقناها .. وخضنا وسنخوض من أجلها أقسى المعارك وندفع في سبيلها بأثمن التضحيات. أمس أيضا .. كان هناك خبر تناقلته وكالات الأنباء العربية والعالمية، يشير الى نفاذ الاحتياطي البشري لقوى العدو المقاتلة في الميدان. وذلك أثناء المعارك الجوية والبرية والبحرية التي خاضها مع المقاتلين العرب الأشداء. ففي سوريا .. وضع كل ثقله، وجند حتى الذين لم يبلغوا الخامسة عشر بعد وقبض على بعضهم وسيقوا أسرى .. فاضطر إلى التراجع .. مقيلاً قياداته الحالية، ومستعينا بالقيادات التي نفذت معارك حزيران المشؤوم. ويبدو ذلك واضحا .. للمتابع الجاد للأحداث، حيث ان هؤلاء القادة يحاولون الآن تطبيق الخطة العسكرية التي رسموها في عام 1967م، وذلك بمهاجمة مصر أولا والإجهاز عليها - ولن يحصل هذا بإذن الله ومعونته - ثم العودة إلى مقاتلة سوريا. ولقد جند العدو من اجل معركته هذه كل إمكاناته البشرية والمادية .. وقد وصف المعلقون العسكريون الحرب التي تدور رحاها الآن في القطاع الأوسط من جبهة سيناء بأنها من اضخم معارك الدبابات في التاريخ ورغم ذلك .. رغم الحرب العسكرية والنفسية التي شنوها ولا زالوا قد فشلت في تحقيق أي مكسب مهما كانت ضالته لإعادة الثقة إلى النفوس المهزومة والتي ساعد في هزيمتها.
|
|
|
| |
|