| |
حديث الأسبوع الطبيب والطيب د. محمد غياث التركماني
|
|
يفرح الإنسان للمنظر الجميل والرائحة الطيبة... والطبيب أكثر من يفرح لذلك... فمهنته توجب عليه الاقتراب الزائد من جسم المريض ولابُدّ مما ليس منه بُد... أعني لابُدّ أن يشمّ رائحة المريض شاء أم أبى.. حتى أنني ما زلت أذكر أستاذاً لي يقول وهو يتحدث عن (فقدان حاسة الشم). أنها أحياناً نعمة، إذ يأتيك من المرضى من لا تطاق رائحته. وهو يتحدث ساخراً بأسلوبه المضحك.. فالشم وكل الحواس نعمة.. فهي نوافذنا على العالم.. لكن كم يتمنى المرء في وقت من الأوقات ألا يرى.. ألا يسمع.. ألا يشم.. وما ذلك بنكران للنعمة.. فالإنسان يحب ويكره.. ويجوع ويشبع فيعاف الطعام... كما يستنشق عبير وردة أو عطراً... ولا يمل من الشم.. بينما تعاف نفسه الروائح الكريهة.. ولا يمل من التطلع أو التحديق في المنظر الجميل، بينما يشمئز من المناظر المؤذية. والرائحة شيء يخص الشخص... فربّما وجدت رائحة خاصة لكل إنسان وإذا كان الإنسان غير قادر على التمييز الدقيق إلا أن لبعض الحيوانات (كالكلاب مثلاً) قدرة فائقة على التمييز فيما بينها. كما أن الروائح تتأثر بأشياء كثيرة مثل نوع المأكل (كالبصل والثوم والحلبة مثلاً). وبدرجة الاستحمام والنظافة، فرائحة الإنسان النظيف ليست كرائحة غيره. لقد علّمنا الإسلام أسس ومبادئ النظافة، فجعلها من الإيمان (النظافة من الإيمان) ولا أبلغ مثالاً من النظافة في الإسلام حين أمرنا الله عزّ وجل بالوضوء خمس مرات في اليوم. فهل بعد ذلك نظافة؟ كما أن الإسلام أمرنا بالتطيب والاهتمام بالمظهر الحسن {يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ} («31» سورة الأعراف) فترى المسلم قريباً دائماً من القلب والعين والأذن والأنف. إن الاعتناء بالمظهر والرائحة والتطيب أمور مستحبة ومحمودة وهي من صميم ديننا الحنيف.. وهي أيضاً من دواعي السرور لدى الطبيب وغير الطبيب، وطابت أيامكم بالأفراح والمسرات دوماً بإذن الله، وبشراكم بعيد الفطر السعيد.
|
|
|
| |
|