| |
هل تؤسس نجاحات برنامج (عيد الرياض عيدين) لاستثمارات أكبر في قطاع الترفيه د. عقيل محمد العقيل
|
|
في حوار مع مجموعة من الأقارب والأصدقاء حول كيفية قضاء إجازة عيد الفطر المبارك أبدى فيه معظمهم مدى الضغط الذي يعاني منه رب الأسرة في تحقيق متطلبات الحياة خصوصاً في الظروف الاستثنائية حيث تعرض معظمهم هذه السنة لمتطلبات الدراسة ورمضان ومن ثم العيد في أقل من شهرين، فمن رسوم المدارس والنقل وتكاليف ملابسها وأدواتها المكتبية إلى متطلبات الرمضان ومن ثم ملابس العيد وتكاليف التنزه والترفيه التي أصبحت ضرورة من الضروريات التي لا فكاك منها. ومما شد انتباهي في هذا الحوار قول أحدهم ان الأب المسكين يتوظف براتب معين ولنقل 5000 ريال في بداية حياته العملية ويتزوج وينجب أولاداً فتزداد تكاليف حياته، ويكبر الأبناء وتزداد طلباتهم خصوصاً أن متطلبات الحياة ازدادت كما من ناحية، وارتفعت تكاليفها من ناحية أخرى عما هو في السابق، بينما راتبه لايزيد بنفس معدلات زيادة الأعباء وزيادة التكاليف، فماذا يفعل؟! لاشك أنه سيعاني ويلجأ إلى مضاعفة جهده والتحرك في كافة الاتجاهات لزيادة دخله، والواقع يثبت أن التكاليف مازالت أكبر بكثيرٍ من الإيرادات بالنسبة لمعظم المواطنين مهما بذلوا من جهودٍ فردية. فقلت له وما الحل بظنك؟ فقال لي لن أقول كما يقول آباؤنا ليتنا نرجع للماضي حيث لا تأتيهم فاتورة كهرباء ولا ماء ولا هاتف ثابت ولا جوال ولا إنترنت ولا اشتراكات فضائيات لمشاهدة الدوري السعودي أو الدوري الإسباني، ولا أحد يطالبهم بشراء أجهزة كهربائية أو أجهزة ترفيهية ولا بصيانتها بطبيعة الحال، كما أنهم غير مطالبين بتكاليف للتعليم الخاص أو العلاج بالمستشفيات الخاصة لتفادي الانتظار الطويل إلى غير ذلك، نعم لن سأقول لك هذا فلا أحد يريد الرجوع إلى الخلف، ولكن ما اقترحه هو أن تعمل الحكومة على رفع قدراتنا الشرائية لنستطيع تلبية متطلبات الحياة الحديثة وبما يمكننا من العيش عيشة كريمة. فقلت له وكيف للحكومة أن تقوم بذلك؟ فقال لي الطرق كثيرة ومتعددة التي تمكن الحكومة من تخفيض تكاليف الخدمات والمنتجات التي يحتاجها المواطن متوسط الدخل ولا يستطيع الاستغناء عنها بشكلٍ من الأشكال وإن بدا بعضها وكأنه من الكماليات، ومن أبسط هذه الطرق هو إذكاء روح المنافسة الشريفة بين مقدمي تلك المنتجات والخدمات، وذلك من خلال إيجاد المناخات التي تشجع المستثمرين على الاستثمار في السوق السعودي بشكل يجعل أعدادهم كبيرة بحيث يصبح تحقيق رضاء العميل برفع الجودة وخفض التكلفة وخدمة المجتمع غاية يسعى جميعهم لتحقيقها، ولاشك أن ذلك سيرفع من القوة الشرائية للمواطن، وما نتائج المنافسة العالمية بين شركات مقدمة للخدمات عنا ببعيد، فها هو المستهلك يشعر أنه الأهم بالنسبة لشركتين مقدمتين لخدمة واحدة وأنهما في سباق مع الزمن لتحقيق رضاه ورضا المجتمع عموماً من ناحيتي السعر وجودة الخدمة. وحقيقة الأمر أنني أعجبت بهذا الطرح وهذا المستوى من التفكير مما حفزني لسؤاله عن كيفية إيجاد المناخات التي ذكرها؟ فقال المناخات توجد من خلال الدعم والتشجيع وصناعة النماذج الناجحة، فالحكومة تستطيع أن تدعم المستثمرين بالقروض الميسرة وبمنحهم الأراضي بأجور رمزية كما تستطيع أن تساهم في تدريب الموظفين من خلال صندوق الموارد البشرية، كما أنها تستطيع تشجيعهم من خلال إصدار منظومة من التشريعات والأنظمة واللوائح والإجراءات الميسرة للاستثمار في أي قطاع اقتصادي كان، كما أن الحكومة تستطيع المساهمة في تأسيس شركات تستثمر في المجالات عالية المخاطر أو المجالات غير المألوفة لبناء نموذج ناجح يكون مثالاً يُحتذى به ليقوم المستثمرون فيما بعد بالاستثمار به بشكل أكبر كما حصل في قطاع البتروكيماويات والاتصالات على سبيل المثال لا الحصر. فقلت له أكثر من رائع، وأود أن أضيف لك وسيلة أخرى تقوم بها الحكومة حالياً يمكن أن تشجع المستثمرين للاستثمار في أي مجال يعاني من قلة المنافسة، فقال لي وما تلك الوسيلة؟ فقلت الوسيلة ماثلة لنا اليوم فيما تقوم به الهيئة العليا لتطوير الرياض وأمانة مدينة الرياض حيث أثبتتا للمستثمرين مدى تعطش سكان مدينة الرياض لخدمات الترفيه بما قدمتاه من أنشطة وبرامج ترفيهية لاقت إقبالاً كبيراً من المواطن والمقيم على حد سواء. نعم إن الحكومة بما لديها من إمكانات وقدرات تستطيع أن تقدم للمواطن الكثير الكثير لرفع قدراته الشرائية لمواجهة متطلبات الحياة المتزايدة كماً ونوعاً باستثمار القليل من المال وتطوير الكثير من التنظيمات والإجراءات لجذب المستثمرين المحلي والأجنبي للاستثمار في كافة المجالات والقطاعات ليحصل المواطن على الخدمات والمنتجات بجودة عالية وأسعار منخفضة. وحيث إن الحوار كان حول كيفية قضاء إجازة عيد الفطر المبارك وحول التكاليف العالية التي يتحملها الآباء للترفيه عن أسرهم حيث تصل لحوالي 500 ريال في اليوم، وهو رقم كبير بالنسبة للطبقة المتوسطة فضلاً عن الفقيرة، فإنني على يقين بأن الحكومة تستطيع أن تخفف من تلك التكاليف لتوفر الترفيه المطلوب في مثل هذه المناسبات السعيدة التي نرجو أن تكون فعلاً سعيدة لكافة أفراد الأسرة بما في ذلك رب الأسرة. ولاشك أنه مما يثلج الصدر ما قاله سمو الأمير الدكتور عبدالعزيز بن محمد بن عياف آل مقرن أمين مدينة الرياض (إن احتفالات الرياض بعيد الفطر المبارك التي استطاعت أن تستقطب أعداداً كبيرة من المواطنين والمقيمين وكذلك زوار المدينة، ذات هدف بعيد المدى يتمحور في أن تتولى الهيئة العليا لتطوير الرياض وأمانة الرياض هذه البرامج والاحتفالات بمشاركة القطاع الخاص والمؤسسات والشركات التي أثبتت مساندتها ودعمها لهذه البرامج من خلال المشاركات السابقة في مثل هذه الاحتفالات مما شجع على استمرارها وزيادة برامجها الشيقة والهادفة التي تُقام في مواقع متعددة ومختلفة في ميادين مدينة الرياض. وختاماً أقول للاخوة المستثمرين إن الفرصة في المجال الترفيهي فرصة حقيقية يؤكدها الطلب الكبير والمتزايد من قِبل سكان المملكة على الترفيه الذي يعتبر حاجة ضرورية للإنسان صغيراً كان أم كبيراً، وهذا الطلب أبرزته لكم الهيئة العليا لتطوير الرياض وأمانة مدينة الرياض، فهل أنتم مستثمرون في هذا المجال خصوصاً بعدما اتضح لكم من نجاح باهر لبرنامج (عيد الرياض عيدين)؟ كلنا آمل وثقة بأنكم ستقومون بذلك كما أننا كلنا أمل وثقة بأنها ستقدم لكم كافة التسهيلات للقيام بذلك.
alakil@hotmail.com |
|
|
| |
|