* الرياض - ناهس العضياني: للإعلام أثر واضح في أنفسنا وأصبح من الصعب الاستغناء عنه ويعتبر الإعلام الاقتصادي جزءا من إعلامنا اليومي الذي يحظى بمتابعة الكثير من المختصين بهذا المجال وفي استطلاع ل(الجزيرة) مع المختصين في المجال الإعلامي حول وجود الإعلام الاقتصادي في إعلامنا المحلي وجودته أوضح الكثير منهم أن لدينا إعلام اقتصادي لكنه يحتاج إلى تطوير وزيادة في الثقافة الاقتصادية للقائمين عليه. نتطلع إلى اقتصاد أفضل بداية ذكر الدكتور محمد الأحمد وكيل كلية الآداب وأستاذ الإعلام بالكلية أن الإعلام الاقتصادي يحتاج إلى شخص مؤهل إعلامياً إضافة إلى خلفيته الاقتصادية التي يستند عليها في بناء مواده الإعلامية, فالإعلامي لا يحلل سوق المال ولكن يقابل الاقتصاديين ويحاورهم بأسلوب إعلامي حول سوق المال كذلك لا يكتب مقال اقتصادي متخصص ولكن يعيد كتابة الموضوع بلغة إعلامية صحفية بسيطة. ويؤكد الدكتور الأحمد أن لدينا إعلاميين متخصصين في الاقتصاد إلا أن عددهم محدود مقارنةً بالأوضاع الاقتصادية التي تشهد نمواً كبيراً في البلاد, فالإعلام المتخصص موجود بشكل كبير في هذا العصر في جميع جوانب الحياة وفي مقدمتها الجوانب الاقتصادية, فلدينا إعلام اقتصادي جيد وله جمهوره ولكن يحتاج بعض العاملين فيه إلى دورات تثقيفية في هذا الجانب. من جهته ذكر الدكتور عثمان العربي أن المتخصص في الإعلام يستطيع القيام بالعمل الإعلامي الاقتصادي إذا اكتسب المهارات والمعارف الضرورية لمثل هذا العمل وشارك في تغطية وتحليل الأنشطة الاقتصادية, ولا شك أن الاقتصاد باعتباره مجالاً مهماً من مجالات الحياة الحديثة فإنه يجد اهتماماً ملحوظاً من قبل الإعلاميين خصوصاً بعد وصولنا إلى مرحلة العولمة حيث تؤثر أي تطورات اقتصادية في أي مكان في العالم على النشاط الاقتصادي في الأماكن الأخرى في العالم. ويشدد الدكتور العربي على أن الإعلام الاقتصادي موجود وملاحظ في جميع وسائل الإعلام غير أن مستوى هذا الإعلام ما زال في بواكيره ويتطلب مزيداً من التركيز والعمق والشمولية في الطرح والتحليل والتعليق. وأوضح الدكتور تركي العيار أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود أن الإعلام الاقتصادي لا يشترط فيمن يقوم عليه التخصص في الاقتصاد ولكن يفترض أن يكون ملماً ومطلعاً في المجال الاقتصادي, فأصبح من المتطلب في قسم الإعلام تدريس مقرر المدخل إلى علم الاقتصاد فهو جزء من المقررات الدراسية في مجال الاقتصاد كذلك من يتخصص في مجال الاقتصاد لديه مقررات في وسائل الإعلام والاتصال فكما أن الإعلامي لا بد أن يكون ملماً بالاقتصاد كذلك الاقتصادي لا بد أن يكون مطلعاً على بعض بديهيات الإعلام. فلا بد أن يسند العمل الإعلامي الاقتصادي إلى شخص لديه إلمام وثقافة في مجال الاقتصاد ولا يشترط أن يكون متخصصاً في الاقتصاد ولكن ذا خلفية اقتصادية جيدة, فإذا لم يكن متفهماً وواعياً للمواد التي يطرحها إعلامياً فستجد ثغرات ونقصا في المادة المطروحة. ويؤكد الدكتور العيار أنه يوجد إعلام اقتصادي متخصص كما لدينا صفحات اقتصادية في صحفنا اليومية إضافة إلى البرامج الاقتصادية التي تقدم عبر التلفاز والإذاعة, فالإعلام الاقتصادي موجود وملموس في كافة الوسائل الإعلامية ولكن نتطلع إلى الأفضل فالكمية لا تعنينا بقدر ما تهمنا جودة المواد المقدمة للمتلقي ولا يتحقق ذلك إلا بإسناد الأمر إلى المتعلمين والمثقفين في هذا الجانب فالمواضيع الاقتصادية ذات أهمية رئيسة تحظى بمتابعة الكثير من الجماهير. فاقد الشيء لا يعطيه بيّن الدكتور عبدالله آل تويم رئيس قسم الإعلام بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أن الإعلام الاقتصادي يحتاج إلى من يجمع بين مهارة الإعلام وفهم الاقتصاد وعملياته؛ فمن يملك القدرة على الكتابة في مجال الإعلام وليس لديه معرفة بالجوانب الاقتصادية وعمليات السوق ومصطلحاتها لن يكون قادراً على توصيل المعاني الاقتصادية للجمهور، وتحليل الأحداث الاقتصادية أو على الأقل فهمها ونقلها من المتخصصين، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، والاقتصادي المتمكن في مجال الاقتصاد سواء في التخصص الأكاديمي أو من خلال الممارسة والتطبيق لن يكون قادرا على استخدام وسائل الاتصال والقوالب الفنية للإعلام من أجل الوصول إلى الجمهور المتلقي، وبهذا تظهر الحاجة إلى الإعلامي القادر على توصيل المضامين الاقتصادية، أو الاقتصادي القادر على استخدام وسائل الإعلام وقنوات الاتصال. وأكد الدكتور آل تويم أن هناك إعلاما اقتصاديا ولكن يغلب على صفحاته الاقتصادية أنها للعوام وتهتم بخدمات الاتصالات والكهرباء والصحة والتأمين والنقل، ولا تسهم في تنمية الوعي الاقتصادي لدى الجمهور فهي تتعارض مع مصالح المعلنين مصدر دخلها الإعلاني، وأدلل على ما أقول من الموقف السلبي لوسائل الإعلام تجاه أزمة سوق الأسهم التي مر بها المجتمع السعودي، فلم تقدم المساعدة لتجاوز الأزمة وتوعيتهم قبل وقوعها بل أسهمت بشكل مباشر وغير مباشر في زيادة الأزمة وتعميق جذورها من خلال تقديم بعض المحليين الذين قدموا تحليلات مضللة لمصالح بعض الفئات المنتفعة من الأزمة. وإذا لم تكن وسائل الإعلام الاقتصادي مستقلة في تحليلاتها وفي معالجاتها قادرة على التعامل مع صناع السوق على قدم المساواة والجمهور المتلقي لمضامينها الاقتصادية فإن الإعلام الاقتصادي لدينا لن يكون قادرا على تحقيق أهدافه التي تخدم المصلحة العامة. الإعلام أساس العمل الإعلامي أكد الأستاذ سعود الغربي رئيس قسم المحليات بجريدة الحياة أنه لا بد أن ننظر إلى واقع الصحافة الاقتصادية في السعودية، فهذا الواقع يعكس أن العاملين فيه أما صحافيين متخصصين في الإعلام فقط، أو اقتصاديين يمارسون الصحافة، أو ممارسين للصحافية وليست لديهم حصيلة إعلامية أو اقتصادية، وقلة الذين جمعوا بين الإعلام والاقتصاد، وهم تميز بتطوير ذاتي لأنفسهم. والإعلام الاقتصادي يحتاج إلى إعلاميين لديهم دراية ومعرفة تامة بالاقتصاد، ولابد أن ندرك أن الإعلام هو الأساس للعمل الإعلامي سواء العام أو المتخصص، ولكن المتخصص يحتاج صحافيين مطلعين على الاقتصاد ونالوا دورات متخصصة تعطي إدارتهم لهذا الإعلام دراية أكبر وخبرة أشمل. ويؤكد الغربي أن المتابع إعلامنا المحلي يلاحظ أنه بدأ يميل إلى التخصصية، وغدت الأقسام أكثر وضوحاً فيه، ووصلت بنا الحال أن أصبح لدينا وسائل متخصصة، فهناك صحف اقتصادية ومحطات فضائية اقتصادية أيضاً, وخلال الفترة المقبلة ستتجه وسائل الإعلام إلى التخصصية، وهذا التوجه عالمي يسعى إلى تلبية حاجة جماهير بعينها، فالأبحاث تشير إلى أن الجماهير تبحث عما يشبع حاجاتها هي فقط، دون الالتفات إلى عموميات القضايا الأخرى, ولكن الملاحظ على وسائل الإعلام المحلية أنها عندما تخرج منتجاً إعلامياً متخصصاً، تبذل جهود جبارة في التجهيز له، وتأتي على العنصر البشري وتخصص له أشخاصا غير متخصصين أو لديهم على الأكثر تجارب بسيطة في المجال لا يمكن الاتكاء عليها، وبالتالي المنتج مع الوقت يضعف ولا يضعف في تلبية جماهيره المتخصصة. وفي سؤالنا للدكتور بكر إبراهيم أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود قال: إن الإعلام الاقتصادي يحتاج شخصا إعلاميا أكثر مما هو اقتصادي فالعمل الإعلامي لا بد له من متخصص في هذا المجال يعرف أسسه ونظرياته وطرق صناعة المواد الإعلامية فعمله الأساسي نقل المعلومة من المصدر إلى المتلقي بصفة إعلامية, وإلى جانب تخصصه الإعلامي يجب أن يكون ملماً بالنظريات الاقتصادية وعوامل ارتفاع وانخفاض أسعار السلع والخدمات وكيفية التفوق في تسويق وترويج المنتجات على اختلاف أنواعها وعلى الإعلامي المتخصص الذي يتولى تدريس الإعلام الاقتصادي أو العمل في مجال الإعلام الاقتصادي أن يكون موسوعي المعلومات وعلى خلفية تامة بالمجال الاقتصادي.
|