| |
المسلسلات السعودية في الفضائيات العربية فهد الحوشاني
|
|
أفاض الكثيرون في تعليقاتهم حول مسلسلات رمضان لهذا العام وانقسموا إلى فريقين، الفريق الأول يتساءل: هل من الفن أن نعرض الحياة كما هي وبتفاصيلها الدقيقة وأن لا نخجل من تصوير المخجل وعرضه أمام الناس كبيرهم وصغيرهم وأن نعرّي المجتمع بدون أية تحفظات؟! ولهذا فإن هذا الفريق يعترض على ما قدّمته مسلسلات هذا العام لأنها حسب رأيه تجاوزت بجرأتها الفجّة وأساءت إلى صورة الشخصية السعودية وقدّمتها للآخرين مشوّهة إياها من خلال حلقات تدور في غالبها حول البحث عن الشهوات والسهرات الحمراء وغزل الشغالات، بالإضافة إلى مواضيع لا يجب أن تخرج خارج أروقة الحوار الداخلي! والفريق الثاني يقول إننا لسنا مجتمعاً من الملائكة وأن دور الفن هو أن يكشف المستور ويطلع المجتمع على أخطائه، وأن هذا العويل ما هو إلا بسبب أن تلك الحلقات التي مست ولامست محاذير اجتماعية تناولتها الحلقات بجرأة فريدة مما يحسب لها أنها قدّمت غير العادي والنمطي! لكني أعتقد أن المشكلة ليست فيما سبق فقط، بل إن المشكلة تكمن في وجود صراع بين فنانين من جهة وبين فئات من المجتمع من جهة أخرى لوجود اختلاف في وجهات النظر ولهذا حاولت بعض الحلقات النيل من تلك الفئات في مواجهة عنيفة كانت ساحتها الفضاء العربي وجمهورها هو جمهور كل الفضائيات العربية التي يصل إليها بثها.. لقد تم تضخيم الصراع بين الطرفين وكلاهما (متشدّد) في مواقفه وأسلوبه في النقد وتقبل النقد!! وفي خضم هذا الصراع أصاب الشخصية المتدينة المعتدلة بعض الأذى، وكذلك بعض القيم الدينية والاجتماعية، وفي المقابل كان هناك سيل من الاتهامات والتكفير والتشهير! وعلى الرغم من أنني ضد الرقابة على المنتج الفني بشكلها التقليدي إلا أن هذا الفلتان الدرامي وهذا الهزال والابتذال الذي شاهدناه من قِبل من ركبوا مطية الجرأة متجاهلين أصول اللعبة الدرامية يعتبر كارثة لا بد من وجود حل لها. فالدراما سلاح خطير وهو قد يصيب أقرب الأقربين.. وإن كانت المسلسلات تعرض في غير قنواتنا فمشكلاتنا الاجتماعية وأحوالنا الخاصة يجب أن لا يتم تناولها بهذه السطحية لتقدّم مشوّهة للآخرين، فقضايانا الاجتماعية ليست للبيع في سوق الفضائيات العربية التي أصبحت تتهافت على الدراما السعودية ليس حباً فيها ولكن لما تجلبه من إعلانات تجارية!
alhoshanei@hotmail.com |
|
|
| |
|