| |
مواقف مع الأمير سعد بن خالد علي بن محمد البراهيم الربدي /بريدة
|
|
لم يكن مستغرباً تلك الأحاسيس والمشاعر التأبينية التي تزامنت مع رحيل وجه الخير والإحسان والتواضع صاحب السمو الأمير سعد بن خالد بن محمد آل سعود، التي سطرها العديد من أبناء هذا الوطن عبر صفحات الجزيرة شعراً ونثراً. لقد كان الأمير سعد -رحمه الله تعالى- أنموذجاً يضرب المثل بصفاته وتواضعه الجم وأخلاقه العالية وبساطته وعفويته التي رافقت مسيرة حياته. وتمتد معرفتي بهذا الأمير الإنسان إلى ما يقرب من ستة وعشرين عاماً. ولقصة تعارفنا مضامين تؤكد صفاء هذا الرجل وطيبته مع الجميع. ففي أواسط عام 1400هـ كنت مع زملائي في رحلة برية وقد تعطلت سيارتنا بجانب مخيم كبير عرفنا أنه للأمير سعد بن خالد -رحمه الله- حيث استضافنا وأكرمنا وزاد على ذلك أن أمر من عنده بإصلاح سيارتنا، ليكون ذلك الموقف بداية معرفة صادقة برجل محب للخير. ومنذ ذلك الحين وعلاقتي معه لم تنقطع أبداً حيث كان دائماً يسألني عن أحوال عائلتي وقد خففت كلماته من مصابنا في الفقيد أخي إبراهيم، فكانت لكلماته الحانية تأثير على جميع أفراد عائلة الربدي الذين شملهم الأمير الراحل بالسؤال المستمر والإطلاع الدائم، وقد كنا نرغب في تكريمه إبان زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى منطقة القصيم لكنه اعتذر بلباقته المعهودة بسبب إصابته بإنفلونزا حادة، فقد كنا في شوق ولهفة لتشريفه وتقديره والاعتزاز به، ولم يكن أمامنا إلا انتظار فرصة أخرى سانحة ليجيء قضاء الله وقدره ونفاجأ بوفاته رحمه الله وأسكنه فسيح جناته فكانت صدمة عنيفة هزت أجزاء الجسد إلا أن مسيرة هذا الأمير الصالح وتمسكه بالدين ومعاملته الحسنة للجميع تجعلنا نبتهل إلى الله أن يسكنه الجنان إنه سميع مجيب. لقد كانت آخر وصاياه للعائلة أن يتمسكوا بالدين والعادات والتقاليد وألا تغرهم الحياة الدنيا وهي وصية تعكس صفاء القلب وحب الخير للجميع. رحل أبو الفزعات والأخ الكبير للفقراء والمساكين، رحل صاحب الوجه الطيب والخلق الحسن.. فلندعو جميعاً بأن يغفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين وأن يسكنه فسيح جناته إنه سميع عليم.
|
|
|
| |
|