| |
عيدية الأطفال في العيد فرحة مهددة بالانقراض
|
|
* رفحاء - حماد الرويان: العيدية عادة قديمة اتخذها الآباء والأجداد في جميع مناطق مملكتنا الغالية لتضفي على العيد لوناً جمالياً كبيراً يحمل معه الفرحة والبسمة خاصة التي نراها على شفاه الأطفال. وحتى وقت قريب كانت الشوارع داخل الأحياء في محافظة رفحاء تمتلئ وتزدان بأطفال الحي، وهم ينطلقون في احتفالية جميلة بمناسبة العيد نحو بيوت الجيران لمعايدتهم والسلام عليهم وأخذ العيدية منهم، وأنت تقابلهم وتشاهدهم بملابسهم الجديدة الزاهية الجميلة وهم يسيرون في جماعات ويقابلونك بالفرح قائلين لك (عيدية العيد) وربما بادرت أنت من تلقاء نفسك قبل أن ينطقوا بها لتوزيع النقود عليهم في فرح وسعادة بمناسبة العيد. كانت الصورة تلك أكثر من رائعة، وأكثر من جميلة.. عشناها صغاراً.. وعاشها الكثير من أطفالنا وهم ينتقلون من بيت الى بيت داخل الحي يعايدون الجيران.. ويزيدون في التواصل والمحبة.. ويأخذون من الآباء والأمهات العيدية.. وهي أحيانا تكون نقوداً.. وحيناً تكون حلويات.. جمال وروعة الصورة تكمن في روح المحبة والألفة والتواصل الذي يشيعه أطفال الحي في حيهم.. وفي البيوت.. وفي اجتماعهم وألفتهم مع بعضهم.. وتوادهم مما يعطي الانطباع بمدى ما يعيشه المجتمع ككل من تواد وتراحم وتحاب وتعارف هذه الصورة كانت حتى الأمس القريب جداً لكنها اليوم انحسرت قليلاً في عدد من مدن مملكتنا الغالية وقد تختفي كلياً في السنوات القادمة بعد أن غيرت الطفرة والهجمة المدنية الشرسة الكثير من عاداتنا وتقاليدنا الجميلة التي كنا نعيشها... أحد كبار السن ذكر أن تقديم (العيدية) للأطفال من قبل الجيران له الكثير من المعاني الجميلة التي يفتقدها أطفال اليوم فهي تشعر الطفل بجمال العيد وتجعله يحس أن فيه شيئاً يختلف عما ألفه في الأيام الأخرى.. وتزيد في ترابط الجيران والأقارب، وسكان الحي فيما بينهم، وتعرفهم ببعضهم.. وتعلم الأطفال منذ صغرهم بأهمية الادخار لأن النقود التي يجمعونها توفر لهم مبلغاً يمكن لهم أن يشتروا به بعض الهدايا أو يدخرونه. (العيدية) لها معنى آخر يختلف تماماً عما يقدمه الآباء والأمهات من نقود وهدايا لأبنائهم لأن العيدية تأتي من الجيران والأقارب فتساهم في تعميق روابط المحبة بين الجميع. وهناك العديد من الأمهات ومن ربات البيوت كن يستعددن ل(عيدية) أطفال الحارة بشكل مبكر قبل العيد.. أما عن توزيع الحلويات عليهم.. أو البحث عن صرف عدد كبير من النقود الى فئات ريال أو خمسة ريالات لتوزيعها على أطفال الحي عند مجيئهم للبيوت فالأطفال ممن هم دون الخامسة يعطون ريالاً والذين هم فوق الخمس سنوات لا يمكن أن يعطوا أقل من خمسة ريالات وقد تصل الى عشرة ريالات لكل واحد منهم. وتوزيع الأمهات العيدية على الأطفال يتم بالتساوي دون تفريق.. وهذا يعكس جمال العيد.. وروح المحبة والألفة والتواد التي تسود العلاقات بين الناس حتى وقت قريب.. وقبل أن يغلق الناس بيوتهم على أنفسهم وعلى أطفالهم.. وهذا لأن عصر الطغيان المادي تغلب على نفوسنا.. وأصبح الإنسان يبخل حتى بإدخال الفرحة على نفوس أقرب الناس إليه.. وهم أطفال الأقارب.. ولو بهدية متواضعة في قيمتها.. ولكن لها معاني كبيرة تجعل للعيد معنى. وتساهم في إيجاد الألفة والمحبة في المجتمع. .
|
|
|
| |
|