| |
الثلاثاء 20 رمضان 1393هـ - الموافق 16 أكتوبر 1973م - العدد (731) جحا... في شارع الوزير...!!
|
|
أمر!، خرق العادة.. إذ هل يصدق ما قاله الزائر ليلاً: من أن جحا أبا المقالب والطرائف.. يسير متسكعاً في شارع الملك فيصل.. يمتطي حماراً قال في وصفه أنه (جحش) لما ينفض الزغب عن ظهره المكتظ به.. وإن كان مطواعا!!. قال الزائر - ذو السحنة الهادئة الصافية - لقد رأيته بأم عيني - جحا.. بعبائة حمراء مقصبة، وقبعة خضراء حفت بسواد كالعمامة.. وخفين من جلد ماعز.. وقميص أبيض به أزرة سوداء متوسطة الحجم تثبت بخيط أصفر حائل لونه. كان بلحيته المثلثة وشورباته الرفيعة المتهدلة... و... و.. إلى آخر ما هنالك من أوصاف الرواة للسيد الفكاهة - جحا. وفاجأنا الزائر بسؤال خبيث: (وهل كان يسير صامتاً؟!) قال: (كلا كان يردد النكات؟!). (بأية لغة كان يتحدث؟!).. قال: (بالعربية الفصحى!). إذاً - وقلنا جميعاً - هو جحا بعينه!!. - أين المصور؟... هاتوا المصور! وينك.. يا.. يالله.. خلونا نشوف! خذ مفتاح سيارته يمكن ما هوب رايح.. - هذه.. خبطة صحفية.. نقتلع با الشهرة من جذورها.. ونهرب بها إلى ...!! المهم!! انطبق التحرير - عباس على دباس - وهات ياركض في كل الاتجاهات... وأخيراً أدركنا باب إحدى سيارات - ذوي السيارات لدينا - وانطلقنا إلى شارع الملك فيصل!! وهناك!). يا الهي.. يالطيف.. اش هذا؟!. لا أحد.. أينه جحا.. أخذنا في سؤال كل من مر: (يا أخ ما شفت جحا؟!). ويبتسم الناس.. يعني يكذب علينا هذا الزائر... وين هو؟!.. وتفقدناه.. فلم نجده. - دوروه.. يمكن واقف عن كومة الناس هاذولاك! والله يصير... اهب.. كذب علينا!! وتقاطرنا بين ألف عين وعين ترمقنا بدهشة.. فترسم مئات الابتسامات على مئات الشفاء. ووجدنا (جحا) أخيراً على إطار الشارع.. وقد افترش كميات من ورق الجرائد.. ولكن بدون حمار.. إنه على شكل كتاب انيق بعنوان (نوادر جحا)!!.
|
|
|
| |
|