إن الشيب عندما يكثر في وجه الرجل ورأسه ويكون اللون الأبيض هو السائد في شعر اللحية والشارب والرأس فإنه يكون في الغالب من مظاهر الكبر في السن والتقدم في العمر وهو يعتبر رمزاً للوقار إذا كان ظهوره بعد مشوار مليء بالمحطات النبيلة والمواقف المشرفة كالطيب والكرم والشجاعة والنخوة والشهامة والفارس الشجاع الشيخ ثنيان أبو هديهد شيخ عجمان الرخم من سبيع اشتهر بهذه الصفات فكان من رجال سبيع البارزين. وقد عاش في زمن الإمام فيصل بن تركي وكان من أبرز رجاله المعدودين في حكم الامام عبد الله الفيصل آل سعود رحمه الله، كانوا المقربين معه سبيع والسهول وكبار أهل نجد القبائل العربية الأصيلة ومن ضمنهم ثنيان أبو هديهد أمير عجمان الرخم من سبيع وهو فارس شجاع وبعد ما كبر ولده هديهد صار من ضمن المقربين مع الامام عبد الله آل فيصل وعندما أراد الامام أن يغزو قبيلة معادية قام وكيله ووزع على المقربين الجوخ وهي التي تعطي نهار المعركة للفرسان وكان ضمنهم هديهد ولد ثنيان ولم يعط ثنيان جوخ مثل غيره وذلك دون علم الامام عبد الله الفيصل وأراد الفارس ثنيان أن يغزو معهم بدون جوخ وفعلاً حصلت المعركة وأخذ ثنيان يعتزي ويقول (خيال الهدلا ثنيان نطعن ونطعن ولو ما لبسونا جوخ) وشافه الامام وسمعه وبعد انتهاء المعركة استدعاه وأعطاه جوخاً وذلولاً وناقتين خلفات من الكسب، وقال الفارس ثنيان بن هديهد القصيدة التالية:
قد لي زمانين وأنا منه مرتاب |
يا شيخ شيبي من مصالا حريبي |
نوب مع ربعي ونوب مع أجناب |
وتعاقبوا ما بينهم مثل الاطناب |
شوف المرج وملافخات السبيبي |
هذاك عندي من توافيق الاشباب |
يفرح بنا راعي الحصان الهليبي |
ليا جن من ضرب المغاليب هراب |
ولا شد جيبي فوق جال القليبي |
ولا نيب حباب لهدات الاصحاب |
وقد كان الشيخ ثنيان شاعراً بارزاً له الكثير من القصائد ومنها قصيدة في فرس أهداه له ابن عمه:
يا غوج ماليبك لنقد القروشي |
لاكثروا لي بالثمن قلت مانيب |
تهذل كما السرحان عجل المهاذيب |
واليا ندبتك بالذي لي ينوشي |
أهواي شيهان بروس المراقيب |
لادبروا ما عاد به من يهوشي |
لا كان من الادنين والا الاجانيب |
ومن كان يدري من الاصاحيب ماهيب |
يفرح بنا راع الحصان النجوشي |
يوم ارهقن مرهفات المغاليب |
وتفرح بنا عثو السنام النعوسي |
طويلة النسنوس هزع العراقيب |
نرعى بها بين المخاليق جوشي |
لا بكر الوسمي وطاحت لأشاريب |
وقد توفي الشيخ ثنيان رحمه الله في النصف الثاني من القرن الثالث عشر الهجري تقريباً تاركاً لقبيلته الكثير من المفاخر التي يتناقلها الأبناء والأحفاد حتى يومنا الحاضر.
|