| |
أضواء مستقبل العراق (3) جاسر بن عبد العزيز الجاسر
|
|
العمليات الانتحارية التي شهدتها المدن العراقية رغم التحريم الذي تضمنته وثيقة مكة المكرمة لوقف نزيف الدم العراقي لا تنقص من الوثيقة ولن تؤثِّر في فرص النجاح التي ستتحقّق للعراق والعراقيين في القضاء على هذه الأعمال الإجرامية ومحاصرة الفتنة في العراق، فالعمليات التي حصلت عقب توقيع الاتفاقية من أصحاب الفضيلة العلماء والمباركة والتأييد القوي من قِبل المرجعيات السنّية والشيعية تؤكِّد أن المسلمين في العراق من جميع المذاهب الإسلامية لا يمكن أن يقدموا على مثل هذه الجرائم خاصة بعد التحريم المطلق الذي أكَّدته الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وأقوال العلماء والمرجعيات، المسلمون الحقيقيون، وليس الذين يتخفون خلف بطاقات الهوية ويوظفون الدين لخدمة السياسة والذين ينفذون أجندة الأجانب والغرباء. لا بد أن يعملوا كل ما يستطيعون لإجهاض المبادرة الإسلامية، وثيقة مكة المكرمة، ولهذا فلا عجب أن تشهد بعض المدن العراقية بعض التفجيرات وزرع السيارات المفخخة، بل حتى الدراجات الهوائية والحيوانات، وهذا شيء متوقّع ومنتظر، ولذلك فإن على الخيِّرين من العراقيين وغير العراقيين وكل الذين لا يريدون الشرَّ للعراق ويعملوا على تجنيبه الفتنة الطائفية أن يسارعوا لمواجهة هجمة هؤلاء الأشرار، فالوثيقة التي أقرَّها وباركها كبار العلماء والمرجعيات الدينية ووقَّعها مشايخ أجلاء تتضمن نصوصاً قرآنية وأحاديث نبوية وتوجيهات إذا ما وصلت إلى مسامع الإنسان المسلم وقرأها بتمعّن لا بد أن يخشع ويرتدع مهما كان متورطاً في الأعمال الطائفية ويعود إلى الصواب وحكم الشرع الموضّح من العلماء والمرجعيات، وأنه سيكون مذنباً وسيواجه الخالق في يوم القيامة، اليوم الذي لا ينفعه فيه زعيم مليشيا ولا زعيم حزب، يوم لا ينفع فيه شيء إلا من أتى الله ملتزماً بما جاء في كتاب الله وأحاديث نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم. ووثيقة مكة المكرمة وضَّحت كل ذلك وحرَّمت الدم الإسلامي أياً كان المذهب الإسلامي الذي يعتنقه الإنسان الذي يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. ولهذا فإن على العلماء والمرجعيات أن يحثوا ممثليهم ومقلّديهم وأن يوجهوا أئمة المساجد والحسينيات أن ينشروا ويبلّغوا ما تضمنته الوثيقة من مضامين خيِّرة، وعلى وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة أن تقوم بدورها وتنشرها وتعيد بثها مع استضافة العلماء المؤثِّرين لتوضيح الالتزام الشرعي تجاه مضامين الوثيقة التي تعد ملزمة لكل مسلم عراقي وغير عراقي.. والله المستعان.
jaser@al-jazirah.com.sa |
|
|
| |
|