| |
«الجزيرة » زارت مواقع بيعها في الأسواق زكاة الفطر طهر للصائم من اللغو والرفث
|
|
* الرياض - علي حميد - مترك الدوسري: فرض الله تعالى زكاة الفطر على عباده المؤمنين الصائمين في السويعات الأخيرة من شهر رمضان الكريم ليجمع لهم فضل الصيام والقيام والقراءة والصدقة في زمان واحد، وليطهر بها قلوبهم من رذيلة الشح والتقتير، وليشركوا معهم فقراء المسلمين فرحة العيد ويغنوهم عن ذل السؤال في ليلة العيد وأيامه الشريفة المباركة، وليزكوا صومهم عن اللغو والرفث ونقصان الأجر. ونحن هنا سنعرج بذكر أحكام زكاة الفطر وفضلها وسبل جمعها وتوزيعها لدى المسؤولين عنها والمزكين والمستفيدين منها. بداية يقول الشيخ صالح بن غانم السدلان الأستاذ في قسم الفقه بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية والداعية المعروف: زكاة الفطر هي زكاة للبدن كما أن زكاة المال هي زكاة للمال، قد جعل الله زكاة الفطر فريضة كما جاء في الحديث (فرض رسول الله عليه الصلاة والسلام زكاة الفطر على الذكر والأنثى والحر والعبد والصغير والكبير صاعاً من تمر أو صاعاً من أقط أو صاعاً من زبيب أو صاعاً من شعير أو صاعاً من طعام)، وأمر أن تؤدى قبل الصلاة. زكاة الفطر فريضة فرضها الله جل وعلا على جميع عباده، وعلى الأغنياء والفقراء، فمن فضل عنده ما يزيد على قوته في يوم العيد وليلته وجبت عليه زكاة الفطر، ومن لا يجد قوت يومه وليلته فإنها تسقط عنه. وزكاة الفطر تؤدى في آخر الشهر قبل العيد بيوم أو يومين، أو قبل خروج الناس إلى صلاة العيد وبعد صلاة الفجر. ولذا فإن زكاة الفطر لها وقت فضيلة ووقت جواز، فأما الأفضل فإنها تؤدى قبل خروج الناس إلى صلاة العيد، أي بعد الفجر وقبل الخروج إلى صلاة العيد وهذا وقت الفضيلة، وأما وقت الجواز فإنها تقدم قبل العيد بيوم أو يومين. وزكاة الفطر تستحب على الإنسان بنفسه وعلى من يعول وينفق عليه وتلزمه نفقاته، وتستجب عمن لا تلزمه نفقته، فيجب أن يخرج عن نفسه أولاً ثم عن زوجته ثم عن ولده ثم عن أبيه وأمه ثم عن إخوانه الأشقاء ولأب وهكذا، وإذا كان يطعم إنساناً طيلة شهر رمضان، أي يقدم له أكلة السحور وأكلة الفطور فإنه يستحب أن يزكي عنه إذا أراد ذلك. وقدر زكاة الفطر صاع مما نص عليه في الحديث، وهي الأصناف الخمسة، التمر والزبيب والشعير والأقط والقمح، وما يكون قوتاً للبلد من البر والأرز والذرة والدخن ونحو ذلك. فهذه إذا كانت قوتاً للبلد فإنها يجوز إخراجها عن زكاة الفطر. وإذا فات وقت زكاة الفطر، أي أنه حددها أو لم يحددها ونسي إخراجها في يوم العيد ولم يتذكر إلا بعد صلاة العيد فإنه يخرجها وهي صدقة من الصدقات. وزكاة الفطر تجب بغروب الشمس ليلة العيد، أي أول ليلة من شوال. إذا ثبتت رؤية الهلال أو أكملوا رمضان ثلاثين يوماً، فإنها تجب بغروب شمس ذلك اليوم، فمن مات قبل غروب الشمس فلا زكاة عليه، ومن لم يوجد إلا بعد غروب الشمس لا زكاة عليه، وإنما الزكاة على من كان موجوداً قبل غروب الشمس وغربت الشمس وهو موجود فتجب عليه زكاة الفطر. بقي أن نقول أن مصرف زكاة الفطر هي المصارف الثمانية التي هي لزكاة المال كما قال الله تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}. وأضاف الشيخ صالح السدلان: زكاة الفطر فرضها رسول الله عليه الصلاة والسلام صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير أو صاعاً من أقط أو صاعاً من زبيب أو صاعاً من طعام، أو ما يقوم مقامها من قوت البلد وكالأرز والدخن والذرة، وأما القيمة فطالب به بعض أهل العلم وجمهور العلماء على عدم جواز ذلك، وأن القيمة لا تجزي. وزكاة الفطر يجوز أن تدفعها لواحد وهذا أنفع له، ويجوز أن تدفع وتُقسم بين اثنين فأكثر. وعن نقل الزكاة الى فقراء بلد آخر يقول السدلان: الأولى ألا تنقل لحديث معاذ رضي الله عنه: أمر أن تؤخذ الصدقة من أغنيائهم فترد على فقرائهم. لكن أذا تعذر وجود فقراء في هذا البلد أو كان هو لا يعرفهم ولا عنده وسيلة كافية لأن يعرف الفقير ليعطيه، ولكن يعرف في قرية أخرى فقراء يعرفهم شخصياً فلا مانع من نقلها اليهم، أو تفيض زكاة الفطر في هذا البلد فيجوز دفعها لمستحقين في بلد آخر. وزكاة الفطر تستحب على الحمل والمجنون الذي لا يصوم ليس عليه زكاة لكن إن أراد أن يزكي عنه من باب الاستحباب لا مانع إن شاء الله. من جانبه قال الشيخ صالح الجبرين الأمين المساعد للرعاية الاجتماعية لجمعية البر بالرياض إن جمعية البر ومن خلال فروعها العشرة المنتشرة داخل المدينة في كل عام بتنفيذ مشروع زكاة الفطر من خلال عملها كوسيط بين الشخص المخرج للزكاة وبين الأسر الفقيرة والمحتاجة باعتبار أن الجمعية لديها معرفة تامة بأحوال الأسر المسجلة لديها وحاجتهم للمساعدة ومطلعة إطلاعاً كاملاً على أوضاع تلك الأسر، وتعمد جميع فروع الجمعية الى الاستعداد المبكر في كل عام لتنفيذ هذا المشروع من خلال وضع عدد من المراكز الصغيرة داخل نطاق عملها وفي مواقع بارزة لاستقبال الزكوات، كما يتم استقبالها ايضاً من خلال مقر الفرع. وتخصص الفروع لهذا المشروع طاقماً وظيفياً متكاملاً من مشرفين وعمالة ومحاسبين بالإضافة الى الإشراف المباشر والمستمر من مدير الفرع المباشر والمسؤولين في الإدارة العامة. وتجدر الإشارة الى أن فترة تنفيذ هذا المشروع تعتبر فترة الذروة في عمل الفرع خلال شهر رمضان الكريم، لأن الجمعية ملتزمة ومن خلال فروعها بإخراج هذه الزكوات وتوزيعها في وقتها المشروع قبل صلاة العيد الأمر الذي يحتاج لجهود جبارة لتنفيذ هذا المشروع في هذا الوقت القصير. وبالمواكبة مع استقبال زكاة الفطر تعمل اقسام البحث الاجتماعي في الفروع على الاتصال بالأسر المسجلة لديها وتنظيم عملية تسليمهم للمخصص لهم من هذه الزكوات. ويضيف الشيخ صالح الجبرين: إن نشاط استقبال وتوزيع زكاة الفطر فرض على الجمعية للحاجة اليه وليست الجمعية التي تدعو الى ذلك، لأن الأولى للإنسان أن يخرج زكاة فطره بنفسه ويتحرى فيها دفعها لمحتاجها ويجتهد في ذلك مصداقاً للحديث النبوي الكريم، ولكن حاجة الناس وعدم معرفة كثير منهم لأسر فقيرة دفعتهم الى تسليم زكواتهم للجمعيات الخيرية باعتبارها الجهة التي لديها اتصال مباشر مع الأسر الفقيرة والمحتاجة. هذا من جانب ومن جانب آخر كون عدد من المواطنين يدفع زكاته عن طريق إمام المسجد لعدم معرفة الجمعية بالفقراء اقول أن الجمعية ليس باستطاعتها معرفة جميع الفقراء، وإنما معرفتها تنحصر في الأسر المسجلة لديها والتي تم بحث حالتها والتأكد التام من حاجتها للمساعدة والتي تقدمت للتسجيل بالجمعة، ولا شك أن هناك أسراً محتاجة وغير مسجلة بالجمعية علماً أنه يوجد تعاون كبير بين فروع الجمعية وأئمة المساجد، لاسيما وإن كان من سكان الحي له اتصال مباشر مع جماعة المسجد واطلاع على احوال جميع الساكنين ومعرفة اوضاعهم، وليس المهم في ذلك أن تخرج الزكاة عن طريق الجمعية أو إمام المسجد أو غيره المهم أن يتحرى فيها المزكي الفقير والمحتاج لها. وعن التأكد من مصداقية طالبي الزكاة يقول الجبرين: الجمعية لا تحتاج الى التحري في مصداقية طالبي الزكاة لأنها تقوم بتوزيعها على الأسر المسجلة لديها فقط والتي هي على علم مسبق بحاجتهم واوضاعهم المادية ويتم ايصالها لهم بالتوزيع المباشر إما بحضور عائل الأسرة للفرع او ايصالها لهم في المنازل في بعض الحالات التي لا تستطيع الحضور. وعن القضاء على العشوائية في توزيع زكاة الفطر يقول الجبرين: لا شك أن هناك جهوداً تبذل من قبل أمانة مدينة الرياض والبلديات الفرعية في القضاء على هذا الامر او الحد منه ولكنني لا أملك أية تفاصيل عن الآليات التي يتم العمل بها من قبل هذه الجهات في هذا الجانب، ولكن لدي تعليق بسيط على جانب اخراج الزكاة، فطريقتنا في في اخراجها هي التي استجلبت وأدت الى تواجد المتسولين، فكثير منا إلا من رحم الله لا يبذل أدنى جهد في تحري دفع زكاته لمحتاجها وتجده يعطيها من يقف بجانب محلات او البسطات التي بيع الزكاة ويتساهل في ذلك الأمر الذي أدى الى تزايد في اعداد مثل هؤلاء المتسولين، ولو أنهم لم يجدوا من يدفع لهم زكاته من المتساهلين في ذلك لما رأيتهم بهذه الكثرة، فحري بالإنسان المسلم لاسيما وأن هذه الزكاة لها شأن عظيم فهي طهرة للصائم مما قد وقع فيه اثناء صيامه، وتزكية لنفسه ولأهل بيته أن يتحرى في دفعها لمستحقها وأن يبحث عن ذلك بنفسه ويجتهد في إيصالها إليه. كما التقت (الجزيرة) بعدد من المواطنين، بداية قال شوقي محمد الشرقاوي: أؤدي زكاة الفطر كل عام ففي العام السابق كنت اعطيها للناس في الاحياء الشعبية، اقف على حالهم وارى انهم فعلاً محتاجون فأعطيهم، والآن صرت اعطيها للجمعيات الخيرية وتقوم بإيصالها للمستحقين، بحيث انهم عندهم في الجمعية الخيرية اسماء المحتاجين وتوزعها عليهم خلال السنة. وأشترى زكاة الفطر من خلال المحال التجارية ما مقداره صاع من الأرز أي 3 كيلو ولا اشترى الزكاة من البساطين لما يحصل من التلاعب والبيع بطريقة تجارية منهم. أما طارق عبدالعزيز العمران فقد قال أؤدي زكاة الفطر سنويا وهذا واجب ديني لابد من تأديته، واعطيها للفقراء والمحتاجين عبر جمعية البر أو عبر بعض الاخوان الذين اعرفهم، اعطيها لهم ويوصلونها للفقراء، واخرجها طعاماً لأن وفق الفتوى الشرعية، هناك عدة وجوه، يجوز انك تخرجها نقداً ويجوز اخراجها طعاماً، لكن نخرجها طعاماً حسب الفتوى المعمول بها في هذا البلد. وأنا أعطي الزكاة لناس يعرفون الفقراء وانا لا اعرفهم يوصولنها لهم وهم اشخاص ثقة ولا اشتري زكاة الفطر من البساطين وانما من المتاجر المعروفة بسبب التلاعب وبيع الزكوات عدة مرات من المستفيدين بنصف قيمتها الى المحال التجارية. من جانبه قال المواطن نايف خالد اليوسف: ادفع زكاة فطري كل عام للفقراء والمساكين عن طريق الجمعيات الخيرية التي تدفعها للمستحق فقط، اسمع قصصاً عن الغش والتلاعب في توزيع زكاة الفطر وعدم دفعها لمستحقيها بالرغم من أني لم يحدث لي مثل هذا من قبل. فيما قال ياسين أحمد المهوس: أدفع زكاة الفطر كل عام للجمعيات الخيرية مثل جمعية البر، نحن نوكلهم فقط ولا نتاب خلفهم ، وادفعها طعاماً لأناس محتاجين بعض الأحيان.
|
|
|
| |
|