| |
هدية العيد خالد المالك
|
|
هكذا يتجذر استقرار الوطن، ويستظل المواطن بظلال بين أشجار وارقة من الخيرات، بما لا يخاف مع صدور قرارات تاريخية من المستقبل الغامض ومن عاديات الزمان. إذ بمثل هذه القرارات والمواقف التاريخية، يبقى بيننا وبين الخوف على منجزاتنا وإصلاحاتنا المتواصلة مسافة كبيرة لا يمكن لحاقد أن يبلغها للإضرار بوحدة الوطن أو المس بوشائج العلاقة والتآلف بين المواطنين. والحكمة في اتخاذ القرارات، واختيار زمانها وتوقيتها المناسبين، هو الذي يعجل برش الوطن بأمطار الخير وإسعاد المواطن بما يطمئنه على مستقبله واستقراره. وحين تولد مثل هذه القرارات التاريخية ويتم إنجازها في جو صحي سليم يقوم على الصدق والإخلاص، مؤطراً بكل عناصر الشعور بالمسؤولية، فإنما نحن بذلك إنما نؤسس لدولة المستقبل امتداداً لما اتخذه حكيمها وبانيها الملك عبدالعزيز. فهيئة البيعة التي صدر الأمر الملكي بنظامها وبتكوينها، تعني فيما تعنيه مع تداول السلطة، المزيد من الترسيخ للمبادئ التي قام عليها الوطن ليظل شامخاً وقوياً وبما لا خوف عليه مستقبلاً. وما من أحد من المواطنين وبعد أن قرأ الأمر الملكي بانتشاء، إلا وكان سعيداً ومسروراً بهذه الخطوة التي أقدم عليها خادم الحرمين الشريفين، مثمنين له هذا الموقف الحكيم، إذ أزال به كل المحاولات (التشكيكية) اليائسة حول مستقبل الوطن التي تصدر من مبغضيه وحساده. وما أمر به عبدالله بن عبدالعزيز، لا يصنف على أنه عمل إصلاحي مبني على معالجة لما كان يتعارض أو يتقاطع معه، لأن تداول السلطة بين أبناء الملك عبدالعزيز لم يكن في أي مرحلة موضع ملاحظة، وآخرها انتقال السلطة إلى الملك عبدالله بعد وفاة الملك فهد بن عبدالعزيز. لكن الأمر الملكي إنما يضيف إلى ما هو قائم المزيد من التنظيم بالآليات الجديدة التي تناسب هذه المرحلة، وتساعد في إعداد الترتيبات المسبقة تحسباً لكل التطورات، بما ينسجم مع التقليد السعودي الجميل في توارث الحكم، وبما لا يتعارض مع النظام الأساسي للحكم. وحسناً هذا التوجه الجميل، باطلاع المواطنين على مثل هذه الترتيبات، واشتراكهم في المسؤولية بمعرفة كل خطوة يقدم عليها ولي الأمر، حرصاً منه على تطمين مواطنيه بما يخطط له من أجل مصلحة الجميع ومستقبل الوطن. وإن أي إضافات مني بالتعليق على هذا الإنجاز لن تكون أكثر وضوحاً مما أوضحه ما تم الإعلان عنه، مثلما أن أي محاولة لكائن من كان بعسف الحقيقة، والخروج بهذا التنظيم عن سياقه الصحيح ليس أكثر من محاولة لأعدائنا ومن المرضى للاصطياد في الماء العكر. تحية لعبدالله بن عبدالعزيز، ومثلها لسلطان بن عبدالعزيز.
|
|
|
| |
|