الشاعر الكبير عبدالله بن محمد ابن دويرج -رحمه الله- عايش حياةٍ قروية زراعية كادحة تتسم بشظف العيش وكانت له أسفار من بلدته (الجفن) في منطقة السر إلى القصيم وحائل وذلك لطلب الرزق. وقد ذكر أنه عمل في بئر (سماح) بحائل يقود الإبل التي تنزح الماء لتلك البئر وفي بعض الفترات كان يحتطب الحطب ويبيعه في الأسواق بثمن بخس لا يكاد يسد رمقه ورمق أسرته.. وقد استقر به الأمر في مدينة عنيزة وتوفي عام 1356هـ شاعرنا له معاناة مع الفقر جسده بهذه الأبيات التي يسند بها على ابنه مشعل.. حيث يقول فيها:
مضى العمر وانا والفقر يا شعيل حط وشيل |
انا اقواه يوم.. وباق الايام يقواني |
ادير الروابع لين يقبل سمار الليل |
اليا رحت مع سوق ابغديه لقاني |
قلبني وله مع ساقتي مثل رجد الخيل |
على وصلتي للباب ولاه يتناني |
تنابزت انا وياه ثم نخيتت شعيل |
بكى الورع ماله حيلة منه ياقاني |
وذي حالة الدنيا متي ما اجنفت بالميل |
لقيت الحصيني يفرس الذيب سرحاني |
وانا في عنيزة علها مدلهم السيل |
الى ما يجي للسيل بالسوق غدراني |
ومن هذه المعاناة.. نتذكر ما نحن فيه من نعمة ورغد في العيش بفضل من الله ثم بفضل ولاة الأمر -حفظهم الله- الذين يبذلون قصارى جهودهم لخدمة مواطن هذا الوطن الطاهر..
رحم الله شاعرنا.. وإلى اللقاء مع معاناة شاعر آخر.. ولكم تحياتي.
زهران عون الله المطيري /بريدة
|