| |
أضواء وضع العراق تحت الوصاية الدولية جاسر عبدالعزيز الجاسر
|
|
وصلني العديد من الرسائل من زملاء صحفيين في العراق لا يزالون يعملون متحملين أخطار القتل الذي يتربّص بهم، ويطالب هؤلاء الزملاء بوضع العراق تحت إشراف دولي وبحماية دولية (أي وصاية دولية) بعد أن عجزت الحكومات (الوطنية) عن وضع حدّ لإبادة أهل السنة. ولتأكيد وصول رسائل الزملاء الصحفيين العراقيين أنشر إحدى هذه الرسائل مع حذف اسم مرسلها؛ حتى لا يكون سبباً في اغتياله. وفيما يلي نص الرسالة: بسم الله الرحمن الرحيم الأستاذ جاسر الجاسر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بداية أود أن أعرفك بنفسي فأنا (...) صحفي عراقي أعمل مراسلاً لوكالة أنباء (...) وأكتب في الصحف العراقية في العاصمة بغداد، ومتابع للعديد من كتاباتك عن الشأن العراقي. الأستاذ العزيز: لا بدَّ أن أنقل إليك بعضاً من مشاعر العراقيين، وخاصة من القطاع الإعلامي ممن يتابعون كتاباتك عبر الإنترنت في جريدة (الجزيرة). طبعاً فإن العديد من الإعلاميين الشيعة يعتبرونك غير محايد، أما الإعلاميون السنة ومعهم عدد من المتابعين فإنهم يقدمون لك الشكر دوماً؛ لأنك فعلاً أول إعلامي عربي يضع دائماً النقاط فوق الحروف، وخاصة فيما يتعلق بعمليات الاغتيال الطائفي التي تمارس ضد السنة في العراق، وخاصة المقال الذي تحدثت فيه عن عمليات قتل المسلمين في العراق وطالبت بإنقاذهم. أستاذي العزيز: أعلم أن هناك اليوم عملية تغييب تمارس من قبل الميليشيات المدعومة من قبل إيران على حقيقة ما يجري في العراق، فلقد امتدت يد تلك الميليشيات إلى الصحفيين السنة، وصار عملهم في داخل العراق ضرباً من الجنون، بل إن تلك الميليشيات قامت باقتحام مبنى نقابة الصحفيين العراقيين في بغداد قبل أكثر من سبعة أشهر وأخذت كافة البيانات الخاصة بالصحفيين السنة، ومنذ ذلك التاريخ ارتفعت نسبة القتل بين الإعلاميين، وللعلم فإن أغلبهم من السنة، بل إن هؤلاء الطائفيين هدّدوا كادر عمل جريدة الواشنطن بوست في بغداد لأنهم نشروا قبل مدة تقريراً عن تحول وزارة الصحة والمستشفيات التابعة لها إلى مصيدة للعرب السنة. لذلك - أستاذنا العزيز - فإن ما يصلكم من أخبار عن العراق وعما يجري في العراق تبقى هي النزر اليسير من الحقيقة، بل إنها أقل حتى من اليسير، فلقد تمادت تلك الميليشيات إلى الحد الذي تقوم فيه بعملياتها بمنتهى الحرية دون رقيب أو حسيب. وأرجو ألاَّ تنخدعوا - زملاءنا الأعزاء - بما يُشاع من مبادرات مصالحة؛ فالمالكي ليس إلا جزءاً من مخطّط أكبر منه، مخطط رسم وتمت دسترة أوضاعه في جارة الشر والسوء إيران، ولا أعتقد أن المالكي سوف يكون جاداً في ادّعائه بحل الميليشيات؛ لأنه يعلم أن تطبيق قرار من هذا النوع سيعني ببساطة كتابة شهادة وفاة له. العراق اليوم، وخاصة أهل السنة فيه، بحاجة إلى عمل عربي جمعي مدعوم دولياً من أجل أن يتمكن من الخروج من دوامته، وأتمنى أن يسلط الإعلاميون العرب، وخصوصاً الأقلام المعروفة التي تشهد لها صفحات الجرائد العربية كالأستاذ الجاسر، الضوء على عملية تدويل القضية العراقية ووضع العراق تحت إشراف دولي وبحماية دولية؛ لأننا بغير ذلك لن نرى للعراق أي وجود في غضون السنتين القادمتين. تقبلوا - أستاذنا العزيز - فائق الحب والاحترام، وأنا على استعداد للتواصل معكم من أجل وضعكم على بيّنة أكثر مما يجري ويدور في العراق. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
jaser@al-jazirah.com.sa |
|
|
| |
|