| |
عضو المجلس الأمريكي للسياسة الخارجية: واشنطن وتل أبيب تتهربان من تسوية الصراع حماس حركة جادة وقادتها ليسوا مصابين بالتطرف الأعمى يمكن التفاوض معهم لتحقيق السلام
|
|
* القدس - واشنطن - من رندة أحمد: اتهم أحد أبرز القادة اليهود في الولايات المتحدة (هنري سيغمان)، كلا من إدارة البيت الأبيض والحكومة الإسرائيلية، بالتهرب من تسوية الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، وبالتقاعس المقصود عن عمل أية خطوة جدية لتحقيق الرؤية التي كان طرحها الرئيس الأمريكي جورج بوش لإقامة دولتين للشعبين (الفلسطيني والإسرائيلي). وتحدث اليهودي الأمريكي (سيغمان- 75 عاما) بهذه التصريحات لصحيفة معاريف العبرية مبديا إحباطه مما يجري على ساحة الصراع في الشرق الأوسط، وقال: هناك إمكانية واقعية جدا لتحقيق سلام شامل لكن القيادتين الإسرائيلية والأمريكية لا تبذلان جهدا لاغتنام الفرصة.. والقضية الفلسطينية هي حجر الزاوية في هذا الصراع ولا يمكن تحقيق أي شيء من دون تسويتها. وأضاف اليهودي الأمريكي عندما تقول إسرائيل انه لا يوجد لها شريك مناسب لعملية السلام، فإنها تخدع الناس في إسرائيل وفي العالم.. فالحقيقة أنه يوجد شريك فلسطيني جاهز هو الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن).. ولكن حتى قادة حماس يمكن اعتبارهم شركاء.. فالصورة المأخوذة عنهم في الغرب ليست واقعية.. صحيح أنهم لا يفكرون بطريقتنا ولديهم مفاهيم غريبة عنا، ولكن محاورتهم والتعامل معهم كشركاء، من شأنه أن يقرّبهم ويغيرهم نحو الاعتدال. وأضاف (سيغمان) عندما فازت حركة حماس بقيادة السلطة الفلسطينية فرح قادة الحكم في إسرائيل واعتبروها هدية من السماء.. فقد رأوا في هذا الفوز بداية انهيار للتأييد الدولي للقضية الفلسطينية.. وتابع القول: أنا أيضاً رأيت في حماس عورة خطيرة ولم أقبل اللقاء بهم، ورفضت كل محاولاتهم للقائي.. وأوضح أن حماس توجهت إليه بطلب اللقاء بواسطة ضابط مخابرات بريطاني سابق، هو اليستر بروك، فأجاب انه لن يعقد لقاء معهم إلا إذا تخلوا عن الإرهاب. وروى اليهودي الأمريكي انه بعد أن استمع إلى تصريح ممثل حماس في لبنان، أسامة حمدان، حول الاستعداد لهدنة مع إسرائيل لعشر سنوات قرر تغيير موقفه ولقاء قادة حماس.. وحضر إلى إسرائيل لكي يشاور الإسرائيليين، وأخيرا التقى قادة حماس في بيروت. وقال سيغمان: انه خرج بانطباع أن حماس هي حركة جادة، وقادتها ليسوا مصابين بالتطرف الأعمى وليسوا حاقدين، وبالإمكان الدخول معهم في مفاوضات جادة من أجل تحقيق السلام.. وأكد أن الأساس المناسب لمثل هذا السلام هو مبادرة السلام العربية التي طرحها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، حينما كان ولي العهد في السعودية.. واختتم سيغمان بالقول : إن هناك عددا كبيرا من كبار موظفي وزارة الخارجية الأمريكية يريدون دفع عجلة السلام في الشرق الأوسط، باعتبار أن ذلك يخدم مصلحة الولايات المتحدة.. لكن البيت الأبيض من جهة والوزيرة كوندوليزا رايس من جهة ثانية يعرقلان هذه الجهود.. والموظفون المذكورون لا يجرؤون على الاعتراض خوفا على مناصبهم. والمعروف أن اليهودي الأمريكي (سيغمان)، هو أحد أبرز القادة اليهود في الولايات المتحدة.. فقد شغل منصب رئيس المؤتمر اليهودي الأمريكي مدة 20 سنة.. وعمل في الإدارة الأمريكية في عدة مناصب.. ويشغل حالياً منصب عضو المجلس الأمريكي للسياسة الخارجية.. لكن قادة المنظمات اليهودية الأمريكية ينتقدونه، بسبب مواقفه المستقلة وحماسه الشديد لعملية السلام.. ورغم ذلك يحظى (سيغمان) بمكانة محترمة لدى العديد من القادة السياسيين في العالم.. وله علاقات جيدة مع العديد من المسؤولين العرب، ويعتبر صديقا للرئيس الفلسطيني ولوزير الخارجية المصري، أحمد أبو الغيط.. وقام (سيغمان) (بقيادة أول وفد من يهود الولايات المتحدة لزيارة المملكة العربية السعودية قبل عدة سنوات.. وقال في تلك المقابلة: إن حكومات إسرائيل منذ ما بعد زمن اسحق رابين يتهربون من عملية السلام، وهم يحسبون أن المماطلة في العملية ستدفع الفلسطينيين إلى اليأس، وتزيدهم تطرفا وبذلك يفقدون التأييد العالمي، فتسقط قضيتهم ويستمر الاحتلال الإسرائيلي للمناطق الفلسطينية المحتلة.
|
|
|
| |
|