| |
تعاسة متنافسين..؟ محمد الدبيسي(*)
|
|
.. قد لا يبدو ثمة سبب لتنافس (المتنافسين) على ضخ هذا (الكم) من المسلسلات وبرامج المسابقات في أمسيات وليالي (رمضان).. إلا التعويل على خدر الأذهان.. وامتلاء البطون وترهُّل الهمم.. كسمات تختصر في (ضآلتها) العديد من معاني وطقوس هذا (الشهر الكريم)..؟ ** ولعل المثير في هذا الركام من (برامج المسابقات) هو رداءة النوعية.. التي تستجلب بدورها المتسابقين من مشاهدين يتوقون للفوز بالآلاف.. (الطُّعْم الشهي) الذي يُوعدون به.. بينما يستثمر القائمون على الفضائيات.. عوائد الرسوم المالية للاتصالات والإعلانات.. في (ركض محموم) يسقط بالطبع القيمة الثقافية.. أو حتى أدنى مستويات النفعية لهكذا (مسابقات)!؟ ** فبرنامج النجم الوطني -خريج أكاديمية (ستار) - (كاش تاكسي) يُشكِّل مثالاً فريداً لابتذال إن لم يكن في الفكرة ففي التطبيق والأداء.. واصطناع كل شيء.. فلا يبدو فيه ما هو (حقيقي).. في ظلال وخم أسئلة من نوع: أيهما أسرع الفيل أم الجمل..!؟ أو من هو بطل مسلسل (الحاج متولي)..؟! واستخفاف سمج من (السائق - المذيع) ب(ركابه - المتسابقين). ** ليدور النجم والمتسابقون.. في (وعثاء) هكذا (برامج) تتمنطق بدعوى إيقاظ (ثقافة مفترضة) لجمهور لا تعنيه هذه (القضية) أصلاً..؟! بينما (جيوبهم) هي وقود هذه البرامج ومزودتها الثرية.. فهم ممولها الوحيد.. وكما يقول المثل الحجازي (من ذقنه افتلّه) تماماً كشركات المساهمة في بلادنا..!!! ** ولا أدري لِمَ نظل (وحدنا).. أصحاب خصوصية إنتاج مثل هذه البرامج.. وهؤلاء النجوم الذين يرفعون الرأس عالياً...!!! وتعمنا فضيلة اشتراكهم معنا بالانتماء للوطن..؟ ..... لتستشري ظاهرة هذه البرامج الرمضانية عبر فضاء الميديا المطلق..! مستبيحة الذائقة والقيمة.. وتبدو كما لو كانت (واقعاً محتماً) ومتطلباً لا تكتمل نكهة (رمضان) إلا بها..!؟ ** وأخشى أن يلد المستقبل (أجيالاً) لم يستقر في وعيها عن (رمضان) إلا شراب (الفيمتو) وكائنات ك(هشام عبد الرحمن)..؟؟! ربما أبدو متشائماً كحال عروة بن الورد في زمن أنقى.. عندما قال: (فيا للناس كيف غلبت نفسي على شيء ويكرهه ضميري)
(*)md1413@hotmail.com |
|
|
| |
|