إخوة لنا ظلمتهم القوانين الغربية الجائرة التي لا ترى للمسلمين حرمة، ولا تحفظ لهم كرامة، إخوة من أهلنا قدر الله عليهم الوقوع في أيدي قراصنة السياسة المعاصرة، فدخلوا سجون الغرب بتهم ملفقة، وأكاذيب صورتهم بصورة الخارجين على القوانين، الذين يستحقون أقسى عقوبات الطواغيت.
إخوة لنا في سجون أمريكا داخلها وخارجها، وفي سجون الدولة الصهيونية الغاصبة الظالمة، وفي بعض سجون دول العالم الغربي والشرقي التي أصبحت أمثلة على همجية المدنية المعاصرة التي تدعي أنها ترعى حقوق الناس وكرامتهم.
ولعل من أقرب الأسماء إلى التناول اسم أخينا حميدان التركي الذي ما يزال يقبع في السجن في دولة الحرية والديمقراطية ورعاية حقوق الإنسان كما يزعمون، حميدان المعروف بخلقه الفاضل، ووعيه، وحرصه على عدم مخالفة القانون، ومع هذا فقد دخل السجن منذ أكثر من سنتين بتهم ثبت من خلال المحاكمات أنها ملفقة، إنه ينتظر الفرج من الله عزّ وجلّ، بعد أن بذلت جهود كبيرة من الدولة - وفقها الله - ومن الناس الذين يعرفون ما في سجنه من الظلم، وإننا - في هذا الشهر المبارك - لمطالبون أن نوجه الدعاء الصادق إلى الله العلي العظيم بأن يخرجه مما هو فيه بمنّه وكرمه، وهنالك أسماء أخرى لعدد من أبناء هذا البلد المبارك، ومن أبناء بلاد المسلمين الأخرى يعانون مثلما يعاني حميدان، يحتاجون إلى دعائنا المستمر في شهر الخير والإحسان، دعاء خالصاً لهم جميعاً بالفرج، والبراءة من تهم أعدائهم الباطلة، تلك التهم التي تلفق عليهم تلفيقاً، وتزوق ببريق القوانين المزيفة، ودعاوى بعض المحامين الذين باعوا ضمائرهم بالأموال فاستخدموا قدراتهم القانونية في التزييف والتلفيق.
نذكِّر بهم جميعاً حتى لا ننساهم في خضم حياتنا ومشاغلنا اليومية، وحتى لا نقصر في القيام بواجبنا نحوهم.
إنها دعوة صادقة لكل مسلم ومسلمة أن يخصوا أولئك المظلومين القابعين في سجون الأعداء بالدعاء المستمر أن يفرج الله كربهم، ويكشف غمهم، ويعيدهم إلى بلادهم سالمين غانمين، وإلى أهلهم فرحين مستبشرين.
يا لها من حبال لا تنقطع بين القلوب، مهما كانت المسافات، ومهما كانت الحواجز، ومهما كان حجم المعاناة، حبال الدعاء المرفوع إلى الذي طلب منا أن ندعوه سبحانه وتعالى، ووعدنا بالإجابة{.. ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ..َ} إنها حبال موصولة بالله، وما كان موصولاً بالله لا ينقطع، إن الدعاء يجعلنا حاضرين مع إخواننا مهما كنا بعيدين عنهم، ويشعرنا براحة الضمير لأننا نؤدي به حقوقهم علينا، فلنرفع جميعاً أكف الضراعة إلى الله عزّ وجلّ أن ينقذهم، ويعيدهم إلى أهلهم في أحسن حال.
إشارة: