نتيجة للتطور الصناعي والتوسع العمراني متسارع الخطى، تغير شكل الحياة بصورة كاملة، وتلوثت البيئة الطبيعية التي نعيش فيها، وأصبح الهواء في كثير من المناطق الصناعية ملوثاً وغير نقي، وبرزت العديد من الظواهر والأعراض المرضية التي لم تكن منتشرة من قبل. فاغتنمت الشركات الصحية العالمية هذه الفرصة، مستفيدة من هذه الظروف البيئية اللاصحية، وأنتجت أجهزة متعددة لتنقية الهواء الملوث وتلطيفه، وادعت أن هذه الأجهزة المتطورة تستطيع المساعدة في تنقية الهواء أياً كان موقعها سواء في المكاتب أو الشركات أو المناطق السكنية، وباتت وسائل الإعلام تروج إعلانات شتى لتسويق أجهزتها. وعبر هذه الحلقات سنحاول تسليط الأضواء الساطعة على هذه الأجهزة وما يقال عنها، وبداية نقول: إنه لا يوجد هواء نقي أبداً وفق الرؤية العلمية، وإنما للهواء الصحي النقي شروط ومقاييس محددة من الملوثات وثاني أكسيد الكربون، ومستوى معين للأكسجين وبخار الماء المناسب، ولكن المشكلة تكمن في توافر هذه الاشتراطات جميعها في تركيبة واحدة وهذا ما سنتحدث عنه لاحقاً.
نبيل بن أمين ملا مدير عام الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس
|